الأكل العاطفي: حين تتحكم المشاعر في شهيتك

استكشاف مفهوم الأكل العاطفي، أسبابه، أعراضه، وكيفية التغلب عليه لتحسين الصحة النفسية والجسدية

  • تاريخ النشر: 2025-07-26 زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
الأكل العاطفي: حين تتحكم المشاعر في شهيتك

الأكل العاطفي هو أكثر من مجرد عادة سيئة؛ إنه انعكاس مباشر لعلاقتنا بالمشاعر والطعام. كم مرة وجدت نفسك تفتحين الثلاجة بعد يوم مرهق، لا بحثًا عن الجوع، بل عن الراحة؟ هذه الظاهرة منتشرة أكثر مما نعتقد، وغالبًا ما تقود إلى الشعور بالذنب أو زيادة الوزن. في هذا المقال، نغوص في عالم الأكل العاطفي، نكشف أسبابه، مخاطره، ونقدّم لك أدوات عملية للتحرر منه واستعادة التوازن.

ما هو الأكل العاطفي؟

يشير الأكل أو الجوع العاطفي إلى تناول الطعام كرد فعل على المشاعر بدلاً من الاستجابة للحاجة الحقيقية للجسم للطاقة. يمكن أن يكون ذلك بسبب مجموعة واسعة من العواطف، مثل: الحزن أو السعادة أو الغضب أو حتى الإحباط. غالبًا ما يتسم هذا النوع من الأكل بتناول كميات كبيرة من الطعام غير الصحي، مثل: الحلويات أو الوجبات السريعة التي توفر شعورًا مؤقتًا بالراحة.

أنواع المشاعر المرتبطة بالأكل العاطفي

هناك العديد من المشاعر والأحاسيس التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأكل العاطفي وتحفز من حدوثه، وبالتالي يساعد معرفتها على التحكم بها والسيطرة عليها لتجنب تفاقم الحالة سوءًا، إليك أبرز هذه المحفزات:

  • الحزن: تناول الطعام لتخفيف ألم فقدان شيء مهم أو شخص عزيز.
  • الفرح: الاحتفال بالمناسبات السعيدة باستخدام الطعام.
  • الملل: البحث عن نشاط يُشغل الوقت أثناء الشعور بالملل.
  • التوتر: تناول الطعام لتخفيف الضغط النفسي.

مقال ذو صلة: أغذية لموازنة الهرمونات: أطعمة طبيعية تعيد لجسمك التوازن

ما هو الأكل العاطفي؟

الأسباب المحتملة

تناول الطعام كرد فعل عاطفي ليس مجرد عادة، بل هو نتاج العديد من العوامل النفسية والبيئية التي يتعرض لها الفرد، لذا فإن فهم الأسباب الكامنة وراء هذه العادة يساعد في بناء خطة للتغلب عليها بشكل أفضل. إليك أهم الأسباب.

العوامل النفسية

يرتبط تناول الأكل بسبب العاطفة ارتباطًا قويًا بالصحة النفسية للفرد. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مستويات مرتفعة من القلق أو الاكتئاب، فقد يلجأ للأكل كوسيلة لتخفيف الضغوطات. الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يواجهون تحديات نفسية يميلون إلى اختيار الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بدلًا من الخيارات الصحية.

العوامل البيئية

البيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز هذه الظاهرة، على سبيل المثال، العمل في بيئة مليئة بالضغوط أو التواجد في مناسبة اجتماعية حيث الطعام هو عنصر رئيسي يزيد احتمالية تناول الطعام بناءً على العاطفة.

دور الهرمونات

الهرمونات، مثل: الكورتيزول تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التهام الطعام كرد فعل عاطفي، حيث أن زيادة مستوياتها بسبب الإجهاد يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية، خاصةً للأطعمة الغنية بالسكر والدهون.

الأعراض والعلامات

اشتهاء الطعام غير المبرر عاطفيًا يترك بصمات واضحة على السلوك الغذائي للفرد، إذ يمكن التعرف على هذه الظاهرة من خلال بعض الأعراض والعلامات المميزة، مما يسهل اكتشافها وتشخيصها، وبالتالي علاجها مبكرًا، إليك أكثرها شيوعًا.

الرغبة الشديدة في أنواع معينة من الطعام

إذا كنتِ تلجئين إلى أطعمة معينة، مثل: الشوكولاتة أو البطاطس المقلية أثناء الشعور بمواقف عاطفية معينة، فقد تكونين ممن يمارسون سلوك الأكل المرتبط بالمزاج والعاطفة. هذا النوع من الأطعمة يوفر شعورًا مؤقتًا بالراحة لكنه غالبًا ما يكون غير صحي.

تناول الطعام بشكل غير واعٍ

غالبًا ما يرافق الأكل التعويضي العاطفي عدم التركيز على كمية الطعام التي يتم تناولها. قد تجدين نفسك تتناولين وجبة كاملة دون أن تشعري بأنك أكلت كثيرًا.

الشعور بالندم بعد الأكل

الأفراد الذين يمارسون هذا النوع من الأكل المرتبط بالحالة النفسية كثيرًا ما يعانون من مشاعر الندم أو الإحباط بعد تناول الطعام، مما يزيد من تأثير هذه الظاهرة على الصحة النفسية والجسدية.

الأعراض والعلامات

الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الفعلي

من الضروري التمييز بين الجوع العاطفي والجوع الفعلي، لأن الخلط بينهما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وتبني سلوكيات غذائية غير صحية. الجوع العاطفي ينتج عن رغبة نفسية تهدف إلى تهدئة مشاعر معينة، في حين أن الجوع الفعلي هو حاجة جسدية حقيقية للطاقة. التعرّف على العلامات الفارقة بين النوعين يساعدك في اتخاذ قرارات أكل أكثر وعيًا.

وجه المقارنة

الجوع العاطفي

الجوع الفعلي

طريقة الظهور

يظهر فجأة وبشكل مفاجئ

يتطور تدريجيًا وببطء

التحكم في الرغبة

صعب السيطرة عليه ويبدو ملحًا

يمكن تأجيله والتحكم فيه

نوع الطعام المرغوب

يركّز على طعام معين (غالبًا سكريات أو دهون)

أي طعام متاح يفي بالغرض

وقت الشعور بالشبع

لا يتوقف حتى بعد الامتلاء الزائد

يتوقف عند الشعور بالشبع الطبيعي

السبب المحفز

نتيجة مشاعر مثل التوتر، القلق، الملل أو الحزن

نتيجة حاجة جسدية حقيقية للطاقة

الشعور بعد الأكل

غالبًا يتبعه ندم أو إحساس بالذنب

شعور بالرضا والراحة الجسدية

الأضرار والمخاطر الصحية

يؤثر تناول الطعام كآلية للتعامل مع الضغوط كثيرًا على صحة الفرد، سواء كان ذلك على المستوى الجسدي أو النفسي، مما يستدعي الأمر الانتباه للأعراض والعلامات والتعامل مع هذه العادة بحذر، فيما يأتي الأضرار والمخاطر المحتملة لها.

زيادة الوزن

من أبرز مخاطر الأكل العاطفي هو زيادة الوزن. تناول الطعام بناءً على العواطف غالبًا ما يعني اختيار أطعمة ذات سعرات حرارية عالية مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم.

مشاكل صحية

الأكل بسبب العاطفة يمكن أن يتسبب في ظهور مشاكل صحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الهضم، وزيادة خطر السكري بسبب تناول كميات كبيرة من السكريات والدهون.

تأثيرات نفسية

المداومة على تناول الطعام كرد فعل عاطفي يمكن أن تؤدي إلى الإحباط، الشعور بالذنب، وتفاقم المشكلات النفسية الموجودة، مثل: الاكتئاب أو القلق.

الأضرار والمخاطر الصحية

طرق التغلب على الأكل العاطفي

هناك العديد من الأساليب التي يمكن أن تساعد في تقليل الأكل تحت تأثير الانفعالات، وتحسين السلوك الغذائي للفرد. يُذكر منها ما يأتي.

فهم المشاعر

الخطوة الأولى للتغلب على الأكل نتيجة الضعوطات النفسية هي فهم المشاعر التي تؤدي إليه. يمكنك استخدام دفتر يوميات لتسجيل مشاعرك ومعرفة الظروف التي تحفزك على تناول الطعام بناءً على العاطفة.

اختيار بدائل صحية

بدلاً من تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، حاولي اختيار بدائل صحية، مثل: الفواكه، المكسرات، أو الخضروات. هذه الأطعمة توفر العناصر المفيدة دون إضافة كميات مفرطة من السعرات الحرارية.

ممارسة الرياضة

النشاط البدني يساعد على تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر، مما يقلل من احتمال الانغماس في الأكل استجابةً للتوتر أو الحزن، جربي أنواع الرياضات، مثل: المشي، اليوغا، أو حتى التأمل.

طلب الدعم

قد يكون من المفيد طلب دعم الأصدقاء أو أفراد العائلة. الحديث عن مشاعرك مع الآخرين قد يُخفف الضغط عنك، ويمنحك وسائل أكثر إيجابية للتعامل مع العواطف.

استشارة المختصين

إذا شعرتِ بعدم قدرة على السيطرة على هذه العادة بمفردك، حاولي استشارة اختصاصي التغذية أو معالج نفسي متخصص في التعامل مع المشكلات النفسية المرتبطة بالسلوك الغذائي.

الأكل العاطفي ليس ضعفًا شخصيًا، بل استجابة شائعة لمشاعر لم نُمنح الوقت أو الأدوات لمعالجتها بشكل صحي. عندما نفهم هذه العلاقة المعقدة بين العاطفة والطعام، نكتسب قوة جديدة للتحكم في سلوكياتنا بدل أن تتحكم بنا. إذا وجدتِ نفسك تعودين مرارًا للطعام في لحظات التوتر أو الحزن، فتذكّري: الحل ليس في منع الطعام، بل في فهم نفسك أكثر.

مقالات ذات صلة:

التغذية الصحية: 8 نصائح تجنبك الطعام غير الصحي

أطعمة صحية احرصي على تناولها

الغذاء الصحي: فوائده وأفضل 10 أطعمة صحية

  • الأسئلة الشائعة عن الأكل العاطفي

  1. ما هو الأكل العاطفي؟
    تناول الطعام استجابةً للمشاعر، مثل: الحزن أو القلق بدلاً من الشعور بالجوع الفعلي.
  2. ما هي الأسباب الرئيسية للأكل العاطفي؟
    تشمل الأسباب العوامل النفسية، مثل: القلق والاكتئاب، البيئة المحيطة المليئة بالضغوط، وتأثير الهرمونات، مثل: الكورتيزول.
  3. ما الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الفعلي؟
    الجوع العاطفي يظهر فجأة ويرتبط بأطعمة معينة، بينما الجوع الفعلي يظهر تدريجيًا ويرتبط بالحاجة الحقيقية لطاقة الجسم.
  4. ما هي الأعراض الشائعة للأكل العاطفي؟
    تشمل الأعراض الرغبة في أنواع معينة من الطعام، تناول الطعام بلا وعي، والشعور بالندم بعد الأكل.
  5. ما هي المخاطر الصحية المرتبطة بالأكل العاطفي؟
    يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، مشاكل صحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتأثيرات نفسية كالإحباط والذنب.
  6. كيف يمكن التغلب على الأكل العاطفي؟
    يمكن ذلك من خلال فهم المشاعر، اختيار بدائل صحية، ممارسة الرياضة، طلب الدعم، واستشارة المختصين عند الحاجة.
  7. ما هو دور الهرمونات في الأكل العاطفي؟
    زيادة هرمون الكورتيزول بسبب التوتر يمكن أن تعزز الشهية للأطعمة الغنية بالسكر والدهون.
  8. كيف يمكن التمييز بين الأكل العاطفي والعادات المكتسبة؟
    الأكل العاطفي يرتبط بالمشاعر الفورية، بينما العادات المكتسبة قد تكون نتيجة تأثيرات طويلة المدى، مثل: تربية تربط الطعام بالعاطفة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لكل الوصفات اللذيذة