مقابلة في مجلة "ليالينا" مع الشيف نيكولا إسنار
استكشاف إبداع الطهو بين تقنيات المطبخ الفرنسي ورحلة النكهات المحلية في حوار الطهي العابر للعوالم.
- من أين استلهمت فكرة عشاء "الأربع أيادٍ" مع الشيف شارل كولومبو؟
ينبع الإلهام من الرغبة في إطلاق حوار عنوانه الإبداع. فأنا والشيف شارل ننتمي إلى عالمَين مختلفَين في مجال الطهي، لكنّهما متكاملان في الوقت نفسه. ومن خلال هذا التعاون، نتمكّن من استكشاف النقاط التي تلتقي فيها عوالمنا، وكيف يمكن أن تنسجم معًا لتشكيل تجربة فريدة على المائدة.
- ما هي الفكرة التي انطلقت منها أثناء إعداد القائمة، وكيف دمجت أسلوبك مع أسلوب الشيف شارل؟
ركّزنا على إيجاد نقاط التلاقي بيننا. بالنسبة له، المسألة مسألة إتقان تقني، بينما بالنسبة لي فالمهم هو أن نصطحب الضيوف في رحلة إلى عالم النكهات. القائمة تحوّلت إلى جسر يربط هذَين النهجَين معًا، ونأمل أن يلمس ضيوفنا الدلالات والعملية الإبداعية وراء كل طبق نُعدّه لهم.
- يتربّع المطبخ الفرنسي على عرش فنون الطهو حول العالم. كيف توفّق بين التقنيات التقليدية والابتكار العصري؟
نشأتُ على المطبخ الفرنسي وأعرف تقنياته عن كثب، لذلك أحرص دائمًا على أن تبقى هذه الأسس في صميم كل طبق أُعدّه. ومن هذه القاعدة الصلبة، أستحضر تجاربي في استكشاف مطابخ ونكهات مختلفة حول العالم، وأسمح لنفسي بإطلاق العنان لإبداعي واستخدام تشكيلة واسعة من التوابل والقوامات وأساليب التقديم العصرية.
- هل لاحظتَ أطباقًا فرنسية معيّنة أو نكهات تلقى صدى خاصًا لدى الجمهور في الشرق الأوسط؟
لفتني أنّ الأطباق التي تتمحور حول لحم الغنم أو الأسماك تلاقي رواجًا كبيرًا هنا. أعتقد أنّ هذه النكهات تُشعر ضيوفنا في الشرق الأوسط بألفةٍ وراحة، وفي الوقت نفسه تمدّ جسرًا جميلًا بين المذاق الفرنسي والثقافة المحلية.
- هل تتذكّر لحظة معيّنة في طفولتك جعلتك تقع في حبّ هذه المهنة؟
ترتبط أولى ذكرياتي مع الطهو بطبق Pot-au-feu (مرق اللحم الفرنسي التقليدي) الذي كانت تُحضّره جدّتي. لفتني مدى الصبر الذي يتطلّب تحضيره، والروائح الزكيّة التي تملأ المكان، والأجمل من ذلك لحظة تقاسمه مع العائلة. تلك التجربة أسرتني منذ اللحظة الأولى، ومنذ ذلك الحين لم يفارقني الشغف بعالم الطهو.
- ما النصيحة التي تودّ أن تُسديها للطهاة الشباب في مُستهلّ مسيرتهم؟
أنصح الطهاة الشباب بأن يبقوا دائمًا متواضعين، وأن يطّلعوا دائمًا على كل ما هو جديد. والأهم أن يستمتعوا بكل خدمة يقدّمونها، فهذه المهنة قبل أي شيء آخر هي مهنة قائمة على الحب والشغف والتفاني. كل وجبة تُحضَّر تحمل فرصة لابتكار تجربة ذات معنى لضيوفكم، والتنعّم بالإحساس بالفرح عند تشارُك مأكولات محضّرة بأناملكم مع الآخرين.