أغلى أطباق المكرونة: لازانيا بالذهب و باستا بـ 2000 دولار!

مقالات ذات صلة

طريقة عمل الباستا

لازانيا بالخضار

طريقة عمل اللازانيا بالجمبري

هل تخيلت يوماً أن طبق المكرونة الذي تحضره في دقائق قد يحمل قيمة قطعة مجوهرات فاخرة؟ المكرونة، هذا الطبق الإيطالي العريق الذي رافق الأجيال وتحوّل من طعام بسيط إلى أيقونة مطبخ عالمية، لطالما ارتبطت الباستا بالشعور بالدفء المنزلي والتكلفة المعقولة، لكن، في عالم المطاعم الفاخرة، تُكسر كل القواعد، وتتحول المكرونة إلى قصة تُروى بمكونات نادرة مثل الكمأ والكركند، وتُقدم في أطباق مُطعمة بالذهب.

في هذا المقال، نغوص في أعماق عالم البذخ لنكشف النقاب عن أغلى أطباق المكرونة في العالم، سنتعرف على الأسرار التي جعلت سعر طبق باستا واحد يلامس الـ 2000 دولار، ونكتشف كيف تُستخدم المكونات الفاخرة لتحويل الطبق إلى استثمار باهظ الثمن، هل أنت مستعد لاكتشاف أطباق الباستا التي تتفوق قيمتها على الهواتف الذكية والساعات الفاخرة؟

طبق "تاجليوليني الذهبي" – الولايات المتحدة (نيويورك)

في قلب نيويورك، داخل مطعم فاخر يُعرف باسم "بايْسي"، يُقدَّم طبق مكرونة تجاوز حدود النكهة ليصبح عنواناً للرفاهية المطلقة، يبلغ سعر الطبق نحو ألفي دولار، وهو ليس مجرد وجبة، بل تجربة ملكية متكاملة تبدأ من المذاق وتنتهي بتذكار ذهبي فخم يحتفظ به الضيف بعد الوجبة.

يُطهى الطبق بكمية سخية من جراد البحر الطازج الذي يضيف عمقاً بحرياً مميزاً، وتُزينه شرائح الكمأة البيضاء النادرة ذات الرائحة الترابية الفريدة، وتُقدَّم الوجبة ضمن قائمةٍ فاخرة تتضمن لحم العجل، والحبار المقلي، وتحلية من موس الشوكولاتة، أما الطبق نفسه فيُقدَّم على صحنٍ من تصميم “فيرساتشي” مكسو بالذهب، ليكون الترف جزءاً من القصة لا مجرد تفصيل.

ما وراء السعر: تجربة ملكية بكل تفاصيلها

الوجبة لا تُقدَّم منفردة، بل ضمن قائمةٍ فاخرة تضم أطباقاً مصاحبة مثل لحم العجل والحبار المقلي، تعقبها تحلية فاخرة من موس الشوكولاتة.

أما العنصر الذي يُكمل المشهد فهو الطبق نفسه قطعة فنية من تصميم "فيرساتشي" مكسوة بالذهب، يحتفظ بها الزبون بعد الوجبة كتذكارٍ يُجسّد التجربة.

لازانيا الذهب – إيطاليا

تُعد لازانيا الذهب مثالاً حيّاً على كيف يمكن لتحفةٍ إيطالية كلاسيكية أن تتحوّل إلى رمزٍ للبذخ المعاصر، إذ تجسّد فخامةً تتلألأ بورق الذهب (100 دولار) في كل طبقة منها، تتكوّن هذه اللازانيا من شرائح المكرونة التقليدية التي تُغطّى بالكامل بورق ذهبٍ صالحٍ للأكل، بينما تُحشى بمزيج فاخر من فطر البورسيني ولحم بقر كوبي وجبنة الموزاريلا الطازجة، وفي اللمسة الأخيرة، تُتوج بكمأة بيضاء مبشورة لتكتمل التجربة الفاخرة، وتصبح اللقمة الواحدة مزيجاً من الترف الإيطالي الأصيل والنكهة التي تجمع بين اللحم، والفطر، والذهب في توازنٍ لا يُقاوَم.

أجنولوتي ديل بْلين – الولايات المتحدة (سان فرانسيسكو)

يقدّم مطعم كوينس في سان فرانسيسكو أحد أكثر أطباق المكرونة تميزاً في العالم، وهو طبق أجنولوتي ديل بْلين الذي يُجسّد بأناقةٍ عالية فنّ الحشوة والكمأة الفاخرة بسعرٍ يبلغ نحو ثلاثمائة دولار. يُحضَّر الطبق من عجينة مكرونة رقيقة تُحشى بلحمٍ فاخر مثل الحمام المدخَّن أو الدواجن الرفيعة، ثم تُغمر بصلصة كمأة كريمية عطرية تُبرز عمق النكهة وتمنحها طابعاً مترفاً.

ويُقدَّم الطبق مع خرشوفٍ مشوي يوازن بين النكهة الترابية واللمسة النباتية، ليمنح تجربةً راقية تجمع بين الدقة الفنية والترف الإيطالي في أبهى تجلياته.

مكرونة الزبدة والكمأة البيضاء – نيويورك

قد يبدو هذا الطبق بسيطاً للغاية: مكرونة طازجة، وزبدة كريمية، وملح بحري، لكن خلف هذا المظهر المتواضع يختبئ ترف يبلغ سعره نحو ثلاثمائة دولار، السرّ يكمن في العنصر الأثمن، الكمأة البيضاء النادرة التي تُبشَر أمام الزبون مباشرةً، لتملأ المكان بعطرٍ فاخر وتحوّل الوجبة إلى تجربة حسيّة متكاملة.

هذه اللمسة وحدها كفيلة برفع السعر إلى مئات الدولارات، إذ تُجنى الكمأة البيضاء في مواسم محدودة جداً وتُعد من أغلى المكونات في العالم. إنه ترف الندرة لا الكثرة، حيث يتحوّل الطعم الفريد إلى تجربةٍ لا تُقدّر بثمن، ومع ذلك، فإن كثيراً من عشّاق المطبخ الراقي اليوم يبحثون عن بدائل من المكرونة الصحية، المصنوعة من القمح الكامل أو البروتين النباتي، التي تحافظ على طعم المكرونة الأصيلة ولكن بخياراتٍ أخف وأكثر توازناً.

لماذا تصل أسعار المكرونة إلى هذه الأرقام؟

• الندرة الموسمية: الكمأة البيضاء والفطر الفاخر لا يتوفران سوى في أوقات قصيرة من السنة، مما يجعل سعرهما يرتفع بشكلٍ جنوني.
• جودة المكونات: كل عنصر يُختار بعناية من مصادر محددة من لحم الكوبي الياباني إلى أجود أصناف الكافيار.
• التجربة الكاملة: السعر لا يُدفع مقابل الطعام فقط، بل مقابل الجو، والخدمة، والتقديم، واللمسة الفنية التي ترافق كل طبق.
• التسويق والرمزية: عندما يُقدَّم طبق مكرونة على طبق ذهبي، فإنه لا يُشترى لملء البطن، بل لاقتناء تجربةٍ تُروى وتُصوّر وتُشارك.

هذه الأطباق ليست مجرد طعام، بل رحلات فخمة في عالم المذاق والرمز، من نيويورك إلى سان فرانسيسكو، ومن روما إلى هونغ كونغ، تُعيد المكرونة تعريف مفهوم “الترف البسيط”؛ إذ تثبت أن أبسط المكونات يمكن أن تتحول إلى تحفةٍ طهوية تلامس حدود الفن، وتترك أثراً لا يُمحى على ذاكرة الذوّاقين.