فوائد نبات الجرجير المتنوعة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: 2019-11-24 | آخر تحديث: 2024-03-05

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
فوائد الخيار: عديدة ومتنوعة
فوائد الحلبة المتنوعة للجسم
فوائد السحلب المتنوعة للجسم والصحة

سحرني طبق السلطة الذي شاهدته في أحد برامج الطبخ صباح هذا اليوم، وحينما دققت أكثر في مكوناتها، تبين لي أن المعدّ أضاف أوراقاً من الجرجير الأخضر ليزيّن بها سلطته الشهية، لاسيّما أن إضافته هذه لها أهمية مضاعفة، فالجرجير غنيّ بالعناصر الغذائية المهمة والضرورية لإثراء نظامنا الغذائيّ اليوميّ، إلى جانب لونه الأخضر المنعش، الذي يمنح أطباقنا المعدّة مظهراً ملفتاً وساحراً، وترجع أصول الجرجير إلى مناطق حوض البحر المتوسط، حيث عُرف بدوره المميز في تخفيف المخاطر المحتملة للسمنة، داء السكري، كذلك أمراض القلب المختلفة. سنستعرض في هذا المقال أهم الفوائد التي يتغنى بها هذا النبات.

الجرجير وتأثيره المضاد لتطور الخلايا السرطانية

ينتمي الجرجير إلى فصيلة الصليبيّات أو الكرنبيّات (Cruciferous Vegetables)، مما يجعله غنياً كسائر نباتات هذه الفصيلة بمركب السلفورافين (Sulforaphane)، الذي أظهر قدرته على تثبيط الأنزيم المسؤول عن تطور الخلايا السرطانية ونموّها، ويشير المقال الذي نشره موقع (Medical News Today)، إلى القيمة الهامة التي تتضمنها كافة النباتات والخضراوات الغنية بمركب السلفورافين مستقبلاً، والتي تقضي على السرطان وتكبح نمو خلاياه المستمر.

على الصعيد نفسه، ننوّه إلى احتواء الجرجير أيضاً على مركب الكلوروفيل (Chlorophyll) الذي أظهر بالمقابل فائدة عظيمة في تثبيط العوامل المسرطنة وتأثيراتها الضارّة، تحديداً تلك العوامل التي تنتج عن شوي الأطعمة بدرجات حرارة عالية جداً.

فوائد الجرجير للصحة

للجرجير فوائد عديدة تشكل الكثير من أجهزة الجسم وأجزائه، فيما يلي إليك بعض الفوائد الصحية للجرجير وتأثيره على علاج الأمراض.

الجرجير وهشاشة العظام

يؤمن لنا الجرجير كميات مناسبة من عنصر الكالسيوم، فكوبان من هذا النبات الأخضر النضر سيوفر مقداراً يعادل 64 ميلي غراماً من معدن الكالسيوم الضروري لصحة العظام، وحمايتها من الهشاشة والكسور العفوية، ينبغي الإشارة إلى أن استهلاك المقادير اليومية المناسبة من فيتامين K سيضمن امتصاصاً جيداً للكالسيوم على المستوى المعوي، وسيقلل كذلك من معدل إطراحه عبر السبيل البولي.

تناول الجرجير يمنح مرضى السكري قدرة التحكم بارتفاع سكر الدم

تحتوي أوراق الجرجير الخضراء على حمض الألفا ليبويك (alpha-lipoic acid)، وهو مضاد أكسدة فعّال، تبيّنت قدرته على تخفيض مستويات سكر الدم، إضافة إلى تحسين حساسية الخلايا والأنسجة تجاه هرمون الإنسولين، وعلى مستوى الاختلاطات التي تتطور لاحقاً لدى مرضى السكري، فقد أظهر حمض الألفا ليبويك قدرة بارزة على الحد من تطور الاضطرابات العصبية الحسية، والتخفيف من أذيات الأعصاب لدى مرضى السكري، ينصح عادة بتناول أوراق الجرجير قبل وجبات الطعام لتحقيق النتائج المرجوّة منه في التحكم بالمعدلات المرتفعة من سكر الدم بعد هذه الوجبات.

عناصر الجرجير تسهم في المحافظة على ضغط الدم الطبيعي

يعدّ الجرجير غنياً بالكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم التي تساهم في تخفيض ضغط الدم، والحفاظ عليه ضمن مستوياته الطبيعية.

ألياف الجرجير تمنح الإحساس بالشبع والامتلاء

يمتلك الجرجير دوراً مميزاً في تخفيف الوزن، لاحتوائه على كميات عالية من الألياف، التي تؤمن إحساساً بالشبع والامتلاء لفترات طويلة بعد تناولها.

الجرجير للتخلص من روائح الجسم المزعجة

إذا كنت تعاني مطوّلاً من رائحة الجسم السيئة والكريهة، وسئمت من استخدام أنواع كثيرة من المستحضرات والخلطات والوصفات المعدّة لهذا الخصوص، يمكنك أن تلجأ لنبات الجرجير الذي سيوفر لك رائحة نفَس وجسد عطرتين، حيث يعمل الكلوروفيل الموجود في أوراقه على التخفيف والحد من هذه الروائح السيئة، وحسبما تناقلت الشعوب فقد استخدم السائل الناتج عن عصر أوراق الجرجير قديماً للتخلص من الرائحة النتنة، التي تنبعث من الجروح غير المضمدة والمهملة لفترات طويلة.

يحتوي الجرجير على الفيتامينات والأحماض الضرورية لصحة العيون

يحتوي الجرجير على فيتامين A أو الريتينول (Retinol)، الذي يعدّ من أهم العناصر في الحفاظ على صحة العين، وقدرتها على تحقيق وظيفة إبصارية سليمة، وضمن حدودها الطبيعية المناسبة، إضافة لهذا الفيتامين المهم، يحتوي الجرجير على أحماض الأوميغا-3، التي تشكّل مضاداً أكسدة فعّال يحمي العين ويبقيها بعيدة عن تطوّر السّاد في عدستها.

تناول الجرجير قبل الوجبات يحسن عملية الهضم

يساعد الجرجير على التخلص من الإمساك المزمن الذي قد يشكو منه أي فرد منّا، لغناه بالألياف التي تسهّل حركة الأمعاء وتزيد كفاءتها، كما أن تناول طبق من السلطة الحاوية على الجرجير قبل الوجبة الرئيسية سيزيد من إفراز العصارات الهضمية، التي ستساعد حكماً في الهضم الجيّد والأمثل لهذه الوجبة.

الجرجير كمضاد التهاب ومسكّن للألم

تعمل أحماض الأوميغا-3 الموجودة في الجرجير كعوامل مسكنة للألم، فهي تسرّع عملية الالتئام، وتقلل من كميات الإشارات العصبية المتعلقة بالألم، التي ترسلها الأنسجة المتأذية إلى الدماغ، الذي يفسرها بدوره بالألم الذي نشعر به بعد كل التهاب تواجهه هذه الأنسجة، هذا ويحتوي الجرجير أيضاً على مركب الإندول-3- كاربينول (Indole-3- Carbinol)، الذي أظهر فوائد علاجية في كبح الالتهاب والتخفيف من شدته، إلى جانب تأثيره الملفت في تسكين الألم.

الجرجير كعامل مساعد على زيادة الرغبة الجنسية

ذاعت فائدة الجرجير المميزة في زيادة الرغبة الجنسية منذ القدم، لدرجة دفعت الشاعر الروماني المعروف فيرجيل إلى ذكر هذه الفائدة في إحدى قصائده، لما لهذا النبات من أهمية كبيرة في زيادة مستويات تستوسترون الدم، وتنشيط عملية إنتاج النطاف.

العناصر الغذائية والسعرات الحرارية الموجودة في نبات الجرجير

في الجدول التالي، سنبيّن أهم العناصر الغذائية التي يحويها 100 غرام من الجرجير، علماً أن الكمية التي حددناها من هذا النبات، أي 100 غرام، تعادل تقريباً 25 كيلو كالوري.

القيمة الغذائية والسعرات الحرارية في 100 جم من الجرجير

العنصر

الكمية

سكريات

3.7 غرام

سعرات 25 سعرة

ألياف

1.6 غرام

دسم

0.7 غرام

بروتين

2.6 غرام

فيتامين A

2373 ميكروغرام

فيتامين C

15 ميليغراماً

فيتامين K

109 ميكروغرام

فيتامين B2

0.1 ميليغرام

فيتامين B3

0.3 ميليغرام

حمض الفوليك

97 ميكروغرام

حمض البانتوثينيك

0.4 ميليغرام

كالسيوم

160 ميليغراماً

مغنيزيوم

47 ميليغراماً

حديد

1.5 ميليغرام

فوسفور

52 ميليغراماً

زنك

0.5 ميليغرام

بوتاسيوم

369 ميليغراماً

منغنيز

0.3 ميليغرام

غير أن استهلاك كوبين من نبات الجرجير، أي 40 غرامًا منه، سيؤمن:

  1. 20% من حاجتنا اليومية لفيتامين A.
  2. ما يزيد عن 50% من حاجتنا اليومية لفيتامين K.
  3. 8% من الحاجة اليومية لفيتامين C.
  4. 8% من حاجتنا اليومية لحمض الفوليك.
  5. 8% من حاجتنا بشكل يومي من الكالسيوم.
 

طرق متنوعة لإضافة الجرجير إلى أطباقنا اليومية

يشكل الجرجير كغيره من النباتات الورقية الزاهية إضافة مميّزة لأطباق السلطة والباستا ومختلف أنواع الصلصات، وسنقدّم لك عزيزي القارئ الآن طرقاً فريدة كي تستخدم بها أوراق الجرجير أثناء إعدادك لوجباتك اليومية:

  • ضع رشّة من أوراق الجرجير الطرية فوق عجّة البيض، التي تعدّها في الفطور أو العشاء.
  • ضع مقداراً بسيطاً من أوراق الجرجير في كوب بلاستيكي، واطحنه بالخلاط؛ كي تحصل على عصير الجرجير اللذيذ (Smoothie).
  • أكل الجرجير بشكل بسيط جداً بعد إضافة زيت الزيتون ورشة من الفلفل الأسود وجبنة البارميزان.
  • ضع الجرجير كمنكّه مميّز عند إعداد السندويش.
  • زيّن طبق الأسماك أو اللحوم التي أعددتها بأوراق الجرجير، التي تكسبه منظراً منعشاً.

محاذير ومضار محتملة للجرجير

فيما يلي بعض مضار ومحاذير يمكن أن يتسبب بها الجرجير، تعرف عليها:

  • عند استخدام أدوية مضادة للتخثر الدموي مثل الوارفارين (Warfarin)، ينصح بعدم الاستعمال المفاجئ للأغذية والنباتات التي تحوي على فيتامين K، لما لذلك من تأثير سلبي، حيث يتشارك الدواء مع هذا الفيتامين في زيادة تخثر الدم الذي لا تحمد عقباه.
  • قد يقود التخزين غير الجيد للجرجير إلى تحول النيترات الموجودة فيه إلى نيتريت، وهو مركب ضار، له تأثيرات ضارة وسلبية على الجسم بشكل كبير.
  • يفضّل دوماً استشارة الطبيب الأخصائي قبل استهلاك النباتات والأغذية الغنية بالنيترات، بشكل خاص لدى مرضى القلب والأوعية الدموية، حيث تتفاعل النيترات الموجودة في هذه النباتات مع الأدوية التي تدخل النيترات العضوية في تركيبها؛ مما يزيد من تركيزها، ويحدث آثاراً جانبية غير مرغوبة أبداً، ومن هذه الأدوية نذكر النيتروغليسرين (Nitroglycerin)، إلى جانب الأدوية المستعملة في علاج خناق الصدر، مثل سيترات السيلدينافيل (Sildenafil citrate) أو التادالافيل (Tadalafil).
  • قد يفاقم الاستهلاك المنتظم من نبات الجرجير سوء الحالة لدى مرضى الحصيات الكلوية، حيث يعدّ الجرجير غنياً بحمض الأوكساليك، الذي تسبب زيادته تشكل الحصيات في السبيل البولي، لذا ينصح مرضى الحصيات بتجنب استعمال هذه النباتات خوفاً من تفاقم الحالة.
  • قد تسبب المركبات التي تعطيه مذاقه اللاذع تخريشاً بسيطاً في الحنجرة، وذلك عند استهلاك نبات الجرجير بكميات كبيرة.
  • سجّلت حالات قليلة من المغص البطني والإسهال وتورّم اللسان بعد تناول الجرجير بشكله النيّء.

أسماء الجرجير المختلفة

بالإضافة إلى الفوائد الكثيرة التي تعرفنا عليها لنبات الجرجير، لابد لنا من التعرف على الأسماء العديدة لهذه النبتة اللذيذة والمفيدة، حيث إنها تملك الكثير من الأسماء التي تختلف باختلاف المناطق المتواجدة فيها، ومن الأسماء المعروفة للجرجير:

  1. في الجزائر يسمى "القرنوش" أو "الحارّة" أو "الروكيت".
  2. في اللهجة العراقية "الكثأ" أو "الكثأة".
  3. في اللهجة الكويتية يسمى "الرويد".
  4. في بعض المناطق في المغرب يدعى "السلك".

لكن يبقى اسم "الجرجير" الأكثر شيوعاً واستخداماً في معظم بلدان الوطن العربي بما فيه من البلدان التي سبق وذكرنا أسماء الجرجير المختلفة فيها.

الأسئلة الشائعة حول فوائد نبات الجرجير المتنوعة

فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول فوائد نبات الجرجير المتنوعة والتي يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة لك!

متى يفقد الجرجير فوائده؟

من الأفضل تناول الجرجير نيئاً لأنه يفقد نسبة من فوائده الصحية عند طهيه.

ما هي كمية الجرجير المسموح بها يوميا؟

يمكن تناول حوالي حزمة واحدة من الجرجير يومياً.

متى تظهر نتائج أكل الجرجير؟

تظهر نتائج أكل الجرجير بفترة قصيرة يمكن بعد أكله مباشرة أو خلال ساعات وأيام قليلة خاصة لمن يتناوله باستمرار.

وفي نهاية المقال، نأمل أن تتشكل لديك صورة شاملة عن نبات الجرجير، وفوائده المتنوعة والمهمة، إلى جانب دوره المميز في تزيين أطباقك، وإضفاء نكهة محببة وفريدة عما هو مألوف ومعتاد لك يومياً.

مع ضرورة التنبيه والتذكير بتوخي الحذر قبل استهلاكه، أو غيره من النباتات الغنية بالنيترات خاصة لدى مرضى القلب والأوعية، أو ممن يعانون من اضطرابات ومشاكل في تخثر الدم، أو ممن لديهم مشاكل وأمراض كلوية، لما لذلك الاستهلاك من آثار سلبية ستضر بصحتك.