فوائد السحلب المتنوعة للجسم والصحة
يعد السحلب من أهم المشروبات التي تشتهر بها الدول العربية ويتم استهلاكها في فصل الشتاء نظرا لمذاقها اللذيذ كما يساهم في مد الجسم بالحرارة والدفء، وغيرها من الفوائد الأخرى، فالسحلب هو نبات بري مزهر، وزهوره بنفسجية جميلة، ولا عجب فهو يمت بالقرابة لزهور الأوركيد، ضمن العائلة النباتية التي تعرف بالسحلبيات، والسحلب (salep) هي التسمية التركية التي يعتقد أنها جاءت من "ثعلب" العربية.
ويعد مسحوق السحلب المكون الأساسي للمشروب التركي التقليدي، وبعض أنواع الأدوية، بالإضافة إلى استخدامه لإعطاء صلابة ومطاطية لبعض أنواع المثلجات، إضافةً إلى العديد من الوصفات والأصناف الأخرى، ويُزرع هذا النبات في آسيا، وألمانيا، واليونان، وأفغانستان، والهند، وتركيا، وعادةً ما يستخدم مع الحليب لإعداد المشروب الساخن المعروف بالسحلب، والذي يقدم بعد إضافة القرفة إليه.
تزويد الجسم بالعناصر الغذائية
إن السعرات الحرارية في السحلب لا تعد منخفضة، حيث إن الحصة الواحدة منه تحتوي على 79 سعراً حرارياً تقريبًا، إلى جانب ذلك تحتوي الحصة الواحدة من السحلب على العديد من القيم الغذائية المختلفة، منها البروتينات والدهون ومجموعة من الكربوهيدرات، كما يزود السحلب الجسم بالكالسيوم الضروري للجسم بفضل احتوائه على الحليب وهو المكون الأساسي للسحلب، لذا يمكن اعتماد السحلب كمشروب صحي غني بالفوائد، ومن أهم مشروبات الشتاء الساخنة.
تعزيز صحة العظام
يعتبر الحليب من بين المكونات الأساسية لمشروب السحلب، وهذا يعني غناه بالكالسيوم، الأمر الذي يعود بالفائدة على العظام، ويعمل على تقوية عظام العمود الفقري ومعالجة هشاشة العظام والروماتيزم، كما أن السحلب الساخن مغذي للأطفال الصغار وعظامهم وذلك لأنه غني بالكالسيوم والفيتامينات الأخرى، ويمكن اعتباره من المشروبات البديلة للحليب العادي خصوصاً للأشخاص الذين يكرهون تناول الحليب منفرداً، كما يمكن تنكيه السحلب بمجموعة من المنكهات مثل ماء الورد أو ماء الزهر وذلك لمساعدتهم على تناول هذا المشروب الصحي.
علاج بعض الأمراض
أثبتت دراسة علمية حدثت في عام 2017 أن لمشروب السحلب خواص مضادة للأكسدة، والتأكسد في الكيمياء الحيوية هو تفاعل يقوم بتحويل إلكترونات مادة معينة إلى عوامل مؤكسدة متلفة لخلايا الجسم، ومن المعروف أن مضادات الأكسدة تحمي بشكل عام من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تخفيف أمراض الكبد
كما أثبتت دراسة أخرى أجريت عام 2015 أن مستخلص السحلب له تأثير خافض لإنزيمات الكبد، مما يؤهله للانضمام إلى التركيبات الدوائية المستخدمة لحماية الكبد.
تحسين وظائف الجهاز الهضمي
كما يشار إلى فوائد السحلب في تحسين وظائف الجهاز الهضمي بشكل عام لما يحتويه من مواد مخاطية، وله تأثير ملطف ممتد من المريء (حيث يستخدم في تلطيف آلام الارتجاع المريئي) إلى الأمعاء، كما يعمل على تنظيم حركة القناة الهضمية، وتخفيف مشكلة البواسير وعلاج النزيف الناتج عنها، إضافة لعلاج بعض حالات التسمم وقرحة المعدة.
تقليل بعض المشاكل الصحية
يساهم السحلب في تقليل مجموعة من المشاكل الصحية في الجسم والتخفيف منها، بالرغم من عدم ارتباطه بها بشكل مباشر.
-
تقليل نوبات السعال: للسحلب خواص طاردة للبلغم، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص في علاج السعال، وتلطيف أعراض البرد.
- تقليل التوتر: السحلب مشروب مهدئ للجسم وللنفس بشكل عام كما يقوم بتحسين الحالة النفسية والمزاج، ولهذا فقد استعمل كمقوٍ للجهاز العصبي ومهدئ للتوتر والضغط النفسي، حيث تعمل المكونات الممزوجة ببعضها البعض على الاسترخاء، بالإضافة إلى خفض الدم المرتفع.
- تقليل مشاكل البشرة: فخواص السحلب القابضة تحافظ على نضارة الجلد، وتحمي من ظهور الطفح والبثور.
فوائد السحلب الأخرى
تتنوع فوائد السحلب للجسم والتي تم إثبات معظمها فيما تزال الفوائد الأخرى قيد الدراسة، وهنا سنتحدث عن بعض هذه الفوائد.
فوائد السحلب للحامل
إمداد جسم الحامل بعناصر الحديد والكالسيوم الضروريين لبناء جسم الجنين وتقوية عظامه وعظام الأم كذلك، مع الحرص على عدم تزيين السحلب عند تحضيره بالقرفة، لأنها قد تؤدي إلى الإجهاض وخسارة الجنين، كما أن السحلب غني بحوالي 48% من المواد البروتينية والمواد الهلامية والنشاء، وكلها مواد تعتبر مهمة لتغذية الجسم بشكل عام، إضافة لاحتوائه على السكروز بكمية عالية وهو ما يجعله مثالي لمنح الطاقة والنشاط للجسم ويساعد على تعويض نقص السكر في الجسم بشكل طبيعي.
تدفئة الجسم ومنحه الطاقة
من أهم فوائد السحلب للجسم تغذية الجسم ومنحه الدفء في فصل الشتاء، كما يعتقد أن السحلب يساعد في علاج بعض المشاكل الجنسية الخاصة بالرجال، مثل: مشكلة ضعف الانتصاب، كما يمكن اعتباره أحد مشاريب الطاقة الصحية.
خسارة الوزن
ويمكن أن يكون للسحلب أن يساعد على خسارة الوزن في حال استهلاكه ضمن حميةٍ لخسارة الوزن، فقد بيّنت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Jahrom University of Medical Sciences عام 2014، والتي أُجريت على الفئران أنّه يمكن لمُستخلص جذور نبات السحلب أن يساهم في إنقاص الوزن، وذلك من خلال زيادة مستويات هرمون اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin) في الدم؛ وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الشهية والشعور بالشبع،ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ أساس نزول الوزن الصحي هو اتّباع نظام غِذائي محدود السعرات الحرارية، إضافةً إلى زيادة النشاط البدني.
طريقة إعداد السحلب
الوقت الكلي لتحضير السحلب هو 20 دقيقة، وفي الآتي توضيح خطوات طريقة عمل السحلب:
- اخلط مسحوق السحلب مع السكر في وعاء.
- قم بإذابة العسل في الحليب قبل وضع مزيج السحلب في حال رغبت بتحليته بالعسل.
- أضف مزيج السكر والسحلب إلى الحليب الموضوع داخل قدر على النار.
- حرك المزيج على نار متوسطة إلى أن يصبح المزيج كثيف وكريمي القوام.
- أضف ماء الزهر إلى المزيج مع التحريك.
- ضع مشروب السحلب بعد ذلك داخل أكواب وقم بتزيينه بالقرفة أو حسب الرغبة.
- قدم السحلب مع الحلويات والكيك بحسب الرغبة.
والجدير بالذكر أن كثافة مشروب السحلب تعتمد بشكل كبير على جودة مسحوق السحلب، لذلك يمكن إضافة ملعقة أو نصف معلقة إضافية إلى المزيج في حال عدم الحصول على الكثافة المناسبة.
كما يمكن استبدال مسحوق السحلب بنشاء الذرة ولكن يجب مضاعفة الكمية واستخدام ما يقارب 4 - 6 ملاعق كبيرة.