فوائد ومخاطر الملح والسكر
- تاريخ النشر: 2019-11-24 آخر تحديث: 2023-12-30
فوائد ملح الطعام
ملح الطعام أو كلوريد الصوديوم (NaCl: Sodium Chloride)؛ مركب كيميائي من فصيلة المعادن ذي ذيل كريستالي شفاف، يتشكل من ارتباط ذرة صوديوم مع ذرة كلور، موجود في أجسام الحيوانات والإنسان. يقوم بأدوار مهمة في جسم الإنسان، لذلك فإن تناول الملح بشكل معتدل ضروري لاستمرار الحياة والحفاظ على الصحة؛ وهناك نوعان أساسيان من الملح هما الملح الصخري (المكرر) الذي يحوي 99.9% من كلور الصوديوم و0.1% من اليود (لذلك يضاف إليه اليود لتعويض النقص).
والملح البحري المؤلف من 95% كلور الصوديوم و5% معادن أخرى كالكالسيوم والفوسفور والمنغنيز واليود، لذا لا حاجة لإضافة اليود إلى الملح البحري. ولا يقتصر دور الملح على إعطاء الطعام نكهةً ومذاق مميزين، فإن استخدامه بكميات مناسبة له فوائد أخرى على الجسم.
الحفاظ على وظائف الغدة الدرقية
يمنع الملح حدوث قصور الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود، إذ يعتبر مركب اليود قليل الشيوع في المنتجات الغذائية المستهلكة ما يعرض قسماً كبير من الناس لنقص اليود في الجسم مسبباً بذلك أعراضاً كثيرة تالية لنقص هرمونات الغدة الدرقية؛ وهي مركبات مسؤولة عن تنظيم استقلاب الجسم، أي عمليات الهدم والبناء فيه، وهي مؤلفة بشكل أساسي من اليود، ولحل هذه المشكلة تم إضافته إلى ملح الطعام ليصبح في متناول الجميع، نظراً للانتشار الواسع للملح، فلا يخلو بيتٌ منه أبداً.
الحفاظ على الضغط الشرياني
يحافظ الملح على الضغط الشرياني ضمن الحدود الطبيعية؛ بفضل احتوائه على شوارد الصوديوم والكلور، وهي ضرورية -بكميات معينة- للحفاظ على توازن شاردي دقيق ضمن الأوعية يحافظ بدوره على الضغط الشرياني ضمن الحدود الطبيعية ويمنعه من الانخفاض، كما يحافظ على ضغط الماء بشكل متوازن داخل وخارج الخلايا؛ مما يؤمن الوسط المناسب لتقوم الخلايا بوظائفها على أكمل وجه.
الحفاظ على نظافة الفم والأسنان
يحافظ الملح على نظافة الفم والأسنان؛ إذ يحتوي الفم أعداداً كبيرةً من البكتريا التي قد تسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان، ولمقاومتها يُنصح بإجراء مضمضة الماء والملح التي تقوم بتعقيم الفم وتخفيف الالتهاب، وذلك بإضافة نصف ملعقة صغيرة من الملح إلى كأس من الماء الدافئ، كما يمكن استخدام هذه المضمضة أيضاً لإراحة ألم البلعوم التالي لالتهابه.
تعويض السوائل الملحية
تعويض السوائل الملحية إما فموياً أو عبر الحقن الوريدي من أهم فوائد الملح، وهذا يساهم في علاج أعراض انخفاض الضغط الناتجة عن بعض الحالات المرضية مثل الإسهال الشديد والقيء المتكرر، أو ضربة الشمس التي تسبب فقد السوائل والجفاف، كما أن هذه الحالات تسبب انخفاض ضغط الدم الشرياني وما يلحق به من مشاكل مثل التخليط العقلي والدوخة.
أضرار الملح على الجسم
الملح ضروري لعمل أجهزة الجسم المختلفة، لكن استهلاكه بشكل زائد يسبب أضراراً كثيرةً على الصحة، وأكثر الأعضاء التي تتأثر سلباً بكميات الملح المرتفعة في الجسم هي الكليتان، القلب، الأوعية الدموية، والجهاز العصبي، ومن الآثار الضارة للملح الزائد على هذه الأعضاء نذكر:
إلحاق الضرر بالكليتين
تقوم الكلية بتنظيف الجسم من الفضلات والماء الزائد وطرحه على شكل بول، ولكي تقوم بعملها على أكمل وجه يجب أن يتوافر توازن دقيق من الشوارد في الدم، ومن هذه الشوارد الصوديوم، والمعروف أن تناول كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى ارتفاع شاردة الصوديوم في الدم؛ وبالتالي اختلال التوازن الدقيق اللازم لعمل الكلية، ينتج عن ذلك نقص طرح الماء واحتباسه ضمن أوعية الجسم مسبباً ارتفاع الضغط الشرياني. وإذا بقي دون علاج يؤثر على التروية الدموية للكلية وعلى عملها في تنظيف الجسم من المخلفات الضارة، لينتهي الوضع بحدوث قصور كلوي، ويحدث تسمم بالنواتج الضارة لعمليات الهدم والبناء التي تتم في الجسم بسبب عدم قدرة الكلية على طرحها خارجاً مؤدياً ذلك لتراكمها في الجسم.
الإضرار بالأوعية الدموية
الملح ضروري للحفاظ على ضغط طبيعي، لكن استهلاكه بشكل زائد يؤدي إلى زيادة شوارد الصوديوم في الدم التي تسبب احتباس السوائل بسبب تأثيرها على الكلية، ونتيجة لذلك يرتفع الضغط الشرياني مسبباً ضغطاً على جدار الأوعية الدموية، إذ تستجيب الأوعية لذلك بزيادة ثخانة العضلات الموجودة في جدرانها وتقويتها مما يحميها من التمزق بفعل الضغط الزائد، لكن هذا يضيق جوف الأوعية الدموية ويرفع الضغط أكثر من السابق لندخل بذلك ضمن حلقة من ارتفاع الضغط، والتي تتطور على مدى عدة سنوات لتنتهي بحدوث تضيق وعائي شديد يسبب نقص تروية دموية أو انقطاعها بشكل كامل عن أعضاء الجسم التي تتغذى بالشريان المتضيق، فيحدث تخرب العضو وتموته، والأعراض الناجمة عن ذلك تعتمد على العضو المصاب.
الإضرار بصحة القلب ووظائفه
ارتفاع الضغط الشرياني الناجم عن استهلاك كميات كبيرة من الملح قد يصيب الأوعية المسؤولة عن تغذية القلب الأوعية الإكليلية؛ مما يسبب نقص تروية دموية قلبية أو ما يُسمى بخناق الصدر (Angina). وهو ألم صدري يستمر لعدة دقائق عند القيام بجهد معين، وباستمرار تضيق الأوعية قد يحدث الألم الصدري حتى في وقت الراحة، أو قد تنقطع التروية الدموية بشكل كامل عن جزء من القلب مؤديةً لحدوث احتشاء العضلة القلبية (Heart Infarction) والذي قد يسبب الوفاة إذا كانت الأذية القلبية واسعة.
الإضرار بالدماغ
الضغط المرتفع الناجم عن تناول كميات كبيرة من الملح قد يصيب الأوعية الدموية المغذية للدماغ أيضاً مسبباً نقص تروية دماغية، تتميز المراحل المبكرة -حين لا يكون التضيق شديداً جداً- بأعراض خفيفة كتشوش الأفكار، اضطرابات الذاكرة الخفيفة، الصعوبة في التركيز، وغيرها من الأعراض الكثيرة التي تعتمد على المنطقة الدماغية المعرضة لنقص التروية.
باستمرار تناول الملح بكميات كبيرة وعدم علاج الضغط المرتفع قد يبلغ التضيق مرحلة يسبب فيها انقطاع التروية عن منطقة معينة من الدماغ (أي حدوث السكتة الدماغية) والتي تتميز بحدوث أذيات غير قابلة للعكس، وفقدان الميزات والمهارات التي كانت مسؤولة عنها المنطقة الدماغية المتأذية.
الحاق الضرر بالغدة الدرقية
ذُكر سابقاً بأنه تمت إضافة اليود إلى ملح الطعام لتجنب حدوث قصور الغدة الدرقية التالي لنقص اليود، لكن استهلاك كميات كبيرة من الملح قد يسبب عكس تلك الحالة تماماً. أي حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية الناجم عن ارتفاع كمية اليود في الجسم، حيث يعاني المريض من التعب المستمر، التعرق الزائد، عدم تحمل الحرارة، تسرع القلب، العصبية واضطرابات المزاج، وغيرها من أعراض فرط الدرق.
كمية الملح الصحيّة المسموح بها يومياً
للحصول على فوائد الملح وتجنب أضراره لا بد من معرفة الكمية المناسبة التي يجوز استهلاكها يومياً دون أن نُعرّض أنفسنا لمخاطر زيادة كمية الملح في الجسم، وهذه الكمية يجب ألا تتجاوز 6 غرامات في اليوم الواحد أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح تقريباً مع الأخذ بعين الاعتبار كمية الملح الموجودة في الطعام الذي نتناوله. إذ تحتوي معظم الأطعمة الطبيعية والمعلبة عليه، أما الأطفال دون عمر السنة فيجب ألا يتجاوز استهلاكهم من الملح أكثر من غرام واحد في اليوم.
فوائد السكر للجسم
السكر عبارة عن مركب كيمائي له عدة أنواع، فهناك السكاكر البسيطة كالغلوكوز والفركتوز الموجودة في الفواكه، والغالاكتوز الموجود في الحليب؛ والسكاكر الثنائية كاللاكتوز الذي يتشكل من ارتباط الغلوكوز والغالاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته؛ وسكر الطعام الذي هو عبارة عن سكر ثنائي يتشكل من ارتباط الغلوكوز والفركتوز ويدعى السكروز. أيضاً يوجد نوع آخر هو السكر المعقد كالنشاء الموجود في البطاطا والذرة؛ ويعتبر السكر الوقود الذي يحرك الجسم؛ لذلك فإن استعماله بكمياتٍ معتدلة ضروري للبقاء على قيد الحياة.
تناول السكر بشكل معتدل ضروري للجسم، وله فوائد عديدة لا يمكن غضّ النظر عنها، من هذه الفوائد:
وقود الجسم
جسم الإنسان عبارة عن جهاز متكامل وفائق الدقة، ولكي يعيش ويتحرك ويقوم بعمله لا بد له من مصدر طاقة، وهذا المصدر هو السكر، فهو يُعتبر مخزن الجسم الأساسي من الطاقة، الذي يتم استقلابه في الخلايا لاستخراج جزيئات الطاقة واستخدامها في العمليات الحيوية المختلفة في الجسم.
يخزن الجسم السكر بشكل أساسي في الكبد والعضلات، والقسم الفائض منه يتحول إلى دسم يُخزن في الأنسجة الدهنية خاصة تحت الجلد، وعند نقص الوارد من السكر يتم اللجوء إلى الدسم المخزن للحصول على الطاقة، ولفعل ذلك لابد أولاً من تحويله إلى سكر مجدداً للحصول على جزيئات الطاقة منه.
تغذية الدماغ
الدماغ يستخد السكر كمصدر رئيسي للطاقة، فهو غير قادر على استخدام الدسم كمصدر للطاقة، كما أنه لا يُخزَّن السكر ضمن خلايا الدماغ كما يحدث في باقي خلايا الجسم القادرة على تخزين كميات قليلة من السكر ضمنها، لذلك فإن تناول الشوكولا والسكاكر يزيد القدرة على التركيز؛ لأنها سريعة الهضم والامتصاص من الأمعاء، وتصل إلى الدماغ بعد فترة مقدمةً له كمية كبيرة من الطاقة، لكن الفوائد تتحول إلى أضرار في حال استهلاك كميات كبيرة من السكر.
علاج الاكتئاب
السكاكر والشوكولا تزيد إفراز الإندورفين (Endorphin) في الدماغ، وهي نواقل عصبية مسؤولة عن مشاعر الحب والسعادة وتقلل الشعور بالألم، مما يحسن الاكتئاب ويعطيك دفعة من الطاقة الإيجابية، لكن هذا الشعور الرائع لا يدوم طويلاً إذ يزول تأثيره بعد فترة، لذلك انتبه، فقد ينتهي بك المطاف بإدمان السكاكر والشوكولا بحثاً عن استمرار تجدد هذا الشعور.
علاج بعض حالات الإغماء
خاصة عند مرضى السكري الذين يُعالجون بالأنسولين ومضى وقت طويل على آخر طعامٍ لهم، حيث ينخفض سكر الدم لديهم ويحدث فقدان الوعي نتيجة نقص الطاقة اللازمة لاستمرار عمل الدماغ. لذلك يُنصح مرضى السكري أن يحملوا معهم دائماً حبة سكاكر (بون بون) أينما ذهبوا، وأن يتقيدوا بحمية غذائية متوازنة ومنتظمة.
أضرار السكر
السكر عنصر أساسي وضروري لعمل الجسم، لكن أضراره ناتجة عن تناوله بكميات كبيرة، ومن الأضرار الناجمة عن الاستهلاك الزائد للسكر نذكر:
- تراكم الدهون: السكر الفائض في الجسم يتحول إلى دهون تخزن تحت الجلد ويتم استهلاكها خلال ساعات اليوم، ولكن بتناول كميات كبيرة من السكر وعدم ممارسة الرياضة سيتم تخزين هذه الدهون في الكبد مسببةً شحوم الكبد.
- احتمال الإصابة بمرض السكري: تناول السكريات بكميات كبيرة يسبب زيادة احتمالية الإصابة بالسكري؛ بسبب نقص استجابة أعضاء وأنسجة الجسم للأنسولين، الذي يعتبر الهرمون الأساسي المسؤول عن تخفيض السكر في الجسم، وهي حالة مرضية تسمى مقاومة الأنسولين التي قد تكون خفيفة دون أعراض، أو قد تنتهي بحدوث مرض السكري نمط 2 الذي غالباً ما يصيب الأشخاص البدينين.
- ارتفاع الكوليسترول: السكر بكميات كبيرة مرتبط بارتفاع الكوليسترول السيئ في الدم، وحدوث أمراض القلب والأوعية.
- البدانة: الاستهلاك الزائد للكربوهيدرات يسبب البدانة، والتي بدورها مرتبطة بحدوث أمراض عديدة كارتفاع الضغط الشرياني، ومرض السكري نمط 2.
- تأثيرات سلبية على الدماغ: تناول السكر بكميات كبيرة ينعكس سلباً على الدماغ ويُلحق الضرر به، حيث أظهرت الدراسات علاقة بين الاستهلاك الزائد للسكر واضطرابات الذاكرة والإدراك والتعلم.
- زيادة القلق والاكتئاب: أظهرت دراسات جديدة أن الاستهلاك المفرط من السكر يزيد خطر حدوث الاكتئاب والقلق خاصةً عند الرجال.
- تسوس الأسنان: الاستهلاك الزائد للسكر وعدم تنظيف الأسنان بشكل يومي يؤمن الوسط المناسب لنمو جراثيم الفم وحدوث تسوس الأسنان، حيث يعتبر السكر غذاءً لهذه الجراثيم.
- إدمان السكر: السكر يسبب إنتاج كميات كبيرة من الدوبامين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يتحكم بمراكز الرغبة والمتعة، لذلك يقوم الدماغ بربط السكر بمشاعر المتعة والحب مما يصعب التوقف عن تناولها أو تخفيفها، وقد ينتهي المطاف لدى البعض بحدوث الإدمان عليها، وكل ما يرافق ذلك من نتائج سيئة.
كمية السكر التي ينصح بتناولها يومياً
تختلف كمية السكر التي ينصح بتناولها يومياً بين الرجال والنساء، ووفق المنظمة الأميركية للقلب (AHA: American Heart Association) هذه الكمية هي:
- للرجال: 150 كالوري في اليوم، أو ما يعادل 9 ملاعق صغيرة من السكر يومياً.
- للنساء: 100 كالوري في اليوم، أو ما يعادل 6 ملاعق صغيرة من السكر يومياً.
جميع العناصر الغذائية ضرورية لبناء جسمك، فلكل منها دوره الخاص الذي لا يُجيده غيره، سواء السكر أو البروتينات أو الدسم أو الملح، لكن سر الحياة يكمن في الاعتدال، فإن أردت الفوائد حافظ على التوازن ولا تتجاوز الحدود، فهي لم توضع عبثاً.