شنكليش: الجبنة المميزة التي تخطف الأذواق بنكهاتها الفريدة

شنكليش هو أحد أشهر أنواع الجبن المتخمر في مطابخ بلاد الشام، يتميز بنكهته القوية وتوابله الغنية التي تجعله وجبة فريدة على المائدة. يُحضّر تقليديًا من اللبن المتخثر، ويُجفف ثم يُغطى بالزعتر أو الفلفل الأحمر، مما يُضيف له طابعًا حادًا ومميزًا. يعود تاريخه إلى قرونٍ عديدة؛ حيث كان وسيلة لحفظ الحليب في الأوقات التي كانت تفتقر لوسائل التبريد. اليوم، يحظى هذا النوع من الجبن بشعبية واسعة ضمن الأكلات الشامية، سواء كمقبلات شهية، أو مكون رئيسي في بعض الأطباق. في هذا المقال، نستعرض تاريخه، طريقة تحضيره، وفوائده الصحية والغذائية.

شنكليش: تعريفه، وتاريخه

يتساءل الكثيرون "ما هو الشنكليش؟" والإجابة هي أنه نوع من الجبن المتخمر التقليدي، يُعد من أشهر المأكولات الشامية في مطابخ بلاد الشام، يتميز بنكهته القوية، وطبقته الخارجية المغطاة بالزعتر أو الفلفل. يتم تحضيره أساسًا من اللبن الذي يُصفى جيدًا، ثم يُشكّل ويُترك ليتخمر ويجف.

تتنوع نكهات الشنكليش حسب مدة التخمير ونوعية التوابل المستخدمة، وقد أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الغذائية في سوريا ولبنان. إذًا، حين يُطرح السؤال "ما هو الشنكليش؟" فالإجابة هي: وجبة غنية تجمع بين الطابع التقليدي والطعم الفريد.

أنواع الشنكليش الشائعة

شنكليش ليس نوعًا واحدًا فقط، بل له أنواع متعددة تختلف بحسب المناطق وتقاليد التحضير، منها الحموي، السوري، اللبناني، والتركي، وكل نوع يتميز بمذاق خاص ونكهة فريدة تعكس التراث المحلي. فيما يأتي أهم هذه الأنواع وأبرز الفروقات بينها.

الشنكليش الحموي

نوع من أنواع الشنكليش السوري، يشتهر بحدّته وقوّة نكهته؛ حيث تُستخدم كميات كبيرة من الفلفل الأحمر الحار. تعتمد طريقة عمله على تجفيف الكرات جيدًا قبل تتبيلها، مما يمنحه قوامًا صلبًا وطعمًا مركزًا.

يُحضَّر باستخدام اللبنة المصفاة، وتُضاف إليه توابل قوية، مثل: الفلفل، الثوم، والملح، ثم يُكوّر ويُجفف لعدة أيام قبل تغليفه بطبقة غنية من الفلفل الحار. يُخزّن لاحقًا بزيت الزيتون، ويُقدَّم بنكهة نارية لعشاق الطعم القوي.

الشنكليش السوري

يُعتبر شنكليش سوري النسخة الأكثر تنوعًا من حيث التوابل. يُحضّر في عدة مناطق سورية، وغالبًا ما يُغطى بطبقة من الزعتر المجفف. يتميز بمذاق متوازن بين الحدة والحموضة، ويُقدم مع زيت الزيتون والبندورة.

تُحضّر كراته من لبنة مخلّطة بالزعتر، النعناع، الجوز، والثوم، وتُغطى بمزيج عشبي معتدل. يُترك ليتخمّر لبضعة أيام، مما يمنحه نكهة متزنة تناسب مختلف الأذواق، ويُقدَّم غالبًا كمقبلات صباحية، أو مع أطباق الفطور الشامية.

الشنكليش اللبناني

النوع الأكثر نعومة والأقل حدّة، يُركز على نكهات الزعتر والأعشاب العطرية أكثر من الفلفل. يتمتع بقوام أنعم، ويُقدم عادةً كمقبلات خفيفة مع الخبز الطازج.

يُحضّر بطريقة مشابهة للسوري، لكن بكميات أقل من التوابل الحادة، ويُستخدم فيه الزعتر الأخضر والنعناع المجفف بكثافة. يُشكّل إلى كرات ناعمة، تُجفف لفترة قصيرة، وتُحفظ غالبًا بزيت الزيتون، أو تُؤكل طازجة.

الشنكليش التركي

رغم أن البعض يعتقد أن هناك نوعًا مخصصًا من الشنكليش في تركيا، إلا أنه لا يوجد طبق مطابق له تمامًا في المطبخ التركي. ومع ذلك، توجد أطباق مشابهة من حيث التخمير، لكنها تختلف في الشكل والنكهة.

تشبه بعض أنواع الأجبان التركية المُخمّرة الشنكليش من حيث المبدأ، مثل: جبنة تولوم، لكنها غالبًا تُحضّر بحليب الماعز، وتُخزَّن في قِرَب، وتتميز بنكهة مائلة للملوحة والدسم أكثر من الأعشاب والتوابل المستخدمة في الشنكليش الشامي.

الجدول التالي يوضح الأنواع المختلفة لهذا النوع من الجبن والفروقات بينها بشكل مختصر:

فوائد الشنكليش الصحية والغذائية

هناك العديد من الفوائد الصحية والغذائية التي تُقدمها الشنكليشة، بفضل العناصر الغذائية التي تحتويها، مما يجعلها طبقًا مميزًا وغنيًا يرغب الكثيرون في تجربته، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

• مصدر غني بالبروتين: تحتوي شنكليشة على كمية جيدة من البروتين، وهو عنصر غذائي أساسي لدعم العضلات والنمو. يساعد البروتين أيضًا في الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يجعله خيارًا مناسبًا للوجبات الخفيفة.
• مصدر غني بالكالسيوم: يعد جبن الشنكليش مصدرًا ممتازًا للكالسيوم الضروري لصحة العظام والأسنان؛ إذ يساعد على تعزيز قوة العظام، والوقاية من مشاكل العظام، مثل: هشاشة العظام.
• مصدر غني بالبروبيوتيك: يحتوي على البروبيوتيك الذي يعزز صحة الأمعاء، ويساعد على تحسين الهضم، مما يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
• تعزيز جهاز المناعة: البروبيوتيك الموجود في الجبن ليس مفيدًا فقط للجهاز الهضمي، بل أيضًا يقوي جهاز المناعة. يمكن للبكتيريا النافعة أن تساعد في محاربة الالتهابات، وتقوية قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
• يساعد في تنظيم مستويات الكولسترول: بفضل احتوائه على البروبيوتيك والأحماض الدهنية غير المشبعة، يمكن أن يساعد على تنظيم مستويات الكولسترول في الجسم، مما يدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
• خيار جيد للريجيم: يعتبر هذا النوع من الجبن خيارًا جيدًا لمن يتبعون حمية غذائية، خاصةً إذا تم اختياره من الأنواع قليلة الدسم؛ إذ يحتوي على سعرات حرارية منخفضة مقارنةً بالعديد من الأجبان الأخرى، مما يجعله مناسبًا للريجيم، بشرط تناوله بكميات معتدلة.
• بديل للأجبان المصنعة: ينصح العديد من أخصائيي التغذية بتناول جبن الشنكليش كبديل للأجبان المصنعة، التي قد تحتوي على مواد إضافية ودهون مشبعة؛ إذ يُعد خيارًا طبيعيًا وخاليًا من المواد الحافظة، مما يجعله أكثر صحة.
• دعم صحة الجلد والشعر: من فوائد الشنكليش هو تعزيز صحة الجلد والشعر بفضل محتواها من العناصر الغذائية، مثل: الزنك والمغنيسيوم.

طريقة عمل الشنكليش بخطوات سهلة

يُمكن تحضير أكلة شنكليش في المنزل بمكونات بسيطة وخطوات سهلة وسريعة، والاستمتاع بوجبة فطور شهية، أو نوع مميز من المقبلات التي تُقدم مع وجبات الطعام الرئيسية الأخرى. إليكِ المكونات وطريقة التحضير خطوة بخطوة.

المكونات

• 1.5 كيلوغرام لبنة.
• ربع كوب بقسماط.
• ثلث كوب جوز مطحون.
• فصين ثوم مفروم.
• نصف كوب زعتر.
• ربع كوب نعناع مجفف مطحون.
• نصف ملعقة صغيرة ملح.
• نصف ملعقة صغيرة فلفل أحمر حار.
• 4 ملاعق كبيرة زيت زيتون.

طريقة التحضير

• تصفية اللبنة: لتطبيق طريقة تحضير شنكليش سوري، ضعي اللبنة في كيس الجبن، واتركها لتصفى جيدًا طوال الليل حتى تتخلص من الماء الزائد. بعد ذلك، ضعي اللبنة في وعاء كبير.
• تحضير المزيج: الخطوة التالية في طريقة عمل الشنكليش هي خلط البقسماط مع الجوز المطحون، الثوم المفروم، نصف كمية الزعتر، النعناع المجفف، الملح، الفلفل الأحمر الحار، وزيت الزيتون حتى تمتزج مع بعضها.
• تشكيل كرات الجبن: باستخدام يديك المدهونة بالقليل من الزيت، خذي كمية من الخليط وابدئي بتكويره إلى كرات صغيرة. استمري في تكوير باقي الخليط حتى تنتهي الكمية.
• التقديم والتخزين: يمكنكِ تقديم أكلة شنكليش فورًا، أو حفظها مغمورة بزيت الزيتون في الثلاجة حتى موعد التقديم. كما يمكنكِ تزيين الكرات بالزعتر الإضافي حسب الرغبة.

في الختام، يُعد شنكليش من الأطعمة التقليدية الغنية بالفوائد الصحية، والتي تُمثل جزءًا مهمًا من الموروث الغذائي في بلاد الشام. ليس فقط لكونه لذيذًا، بل أيضًا لما يحتويه من مكونات غذائية صحية تعزز من وظائف الجسم المختلفة. كما يمكن استخدامه كبديل صحي للأجبان المصنعة بفضل محتواه الطبيعي والمغذي. سواء كنت تحب تناوله كوجبة خفيفة أو كمقبلات مع وجباتك اليومية، فإنه بلا شك سيكون إضافة لذيذة ومغذية إلى نظامك الغذائي.

مقالات ذات صلة:

في يوم الجبنة العالمي...تعرف على تاريخه وطرق الاحتفال به سلطة الشنكليش طريقة عمل جبنة الحلوم