فوائد الزبيب، أنواعه واستعمالاته
الفوائد الصحية للزبيب وأنواعه المتعددة: كنز غذائي يقدم علاجاً طبيعياً للعديد من الأمراض.
- تاريخ النشر: 2019-11-24 زمن القراءة: 8 دقائق قراءة آخر تحديث: 2025-08-01
يُقال في الأمثال الشعبية "كف الحبيب زبيب" في إشارة إلى حلاوة الشيء رغم مرارته، ويقال في اليمن "آخر زبيب الغطا"، أي آخر ما بقي من الزبيب في الإناء، للإشارة إلى الشيء النفيس. لكن الفينيقيين، عندما وجدوا صدفة حبات عنب مجففة تحت أول دالية عنب زُرعت في التاريخ، لم يفكروا بهذه الأمثال.
بل فكروا بنكهة فاكهة جديدة مجففة، كما أن تلك المصادفة خلقت للبشرية كبسولة دوائية تعالج العديد من المشاكل الصحية، بالإضافة إلى النكهة اللذيذة التي قد لا تصاحب الأدوية الكيميائية والعقاقير الصناعية.
سنتحدث في هذا المقال عن أهم الفوائد التي يقدمها الزبيب الصحية.
أهم فوائد الزبيب
يحتوي الزبيب على عدة أحماض مثل: الفينول والطرطريك و البوليفينول (أحماض مضادة للأكسدة)، ما يجعله مفيداً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، أهم فوائد الزبيب:
1. الزبيب يعالج التهابات المعدة
تصاب المعدة بالالتهابات نتيجة البكتيريا التي تصيب الغشاء المخاطي في المعدة، ويمكن للزبيب أن يُخلص المعدة من هذه البكتيريا.
أظهرت دراسة أجرتها جامعة ديلي ستودي ميلانو في إيطاليا بالاشتراك مع معهد البوليتكنيك دي بيجا في إيطاليا، ونُشرت في مجلة العلوم الجزيئية، أن احتواء الزبيب على البوليفينول (مضاد أكسدة) يجعله فعّالاً في تخليص المعدة من البكتيريا وبالتالي حمايتها من الالتهابات.
2. على عكس ما هو شائع الزبيب لا يؤدي إلى التسوس
النظرة الشائعة إلى أي طعام يحتوي على السكريات هي أنه يؤدي إلى تسوس الأسنان، وكذلك الحال بالنسبة للزبيب، حيث يعتقد البعض أن ارتفاع نسبة السكريات فيه يضر بالأسنان.
إلا أن دراسة نشرتها جامعة ديلي ستودي في إيطاليا بالتعاون مع معهد البوليتكنيك البرتغالي أظهرت أن الزبيب لا يساهم في تآكل مينا الأسنان، كما أن احتواءه على البوليفينول يساعد في تخليص الأسنان من بعض البكتيريا المسببة للتسوس.
3. الزبيب يقلل نسبة السكر في الدم ويحمي القلب
رغم حلاوة نكهته، يساعد الزبيب على خفض نسبة السكر ويحمي من ضغط الدم الانقباضي (اندفاع الدم إلى الشرايين). الزبيب أيضاً يحمي من خطر الإصابة بمرض القلب، حيث بينت دراسة أجراها الطبيب الدكتور "جيمس اندرسون" و"كاتي فيتر" ونشر ملخصها في مجلة الطب للدراسات العليا أن الاستهلاك المنظم للزبيب يساعد في خفض نسبة السكر في الدم ويحمي من أخطار الأمراض القلبية الوعائية.
استندت الدراسة إلى تجربة أجريت على مجموعة من الأشخاص تناولوا الزبيب لمدة 12 أسبوعاً، وبعد الفحص تبين انخفاض نسبة السكر لديهم بمقدار 1.13 ملغرام.
بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة لديهم بضغط الدم الانبساطي والانقباضي. كما أظهرت دراسة أخرى أجراها مركز تصلب الشرايين في الولايات المتحدة.
واعتمدت الدراسة على تجربةٍ أعطيت فيها مجموعةٌ من المصابين بمرض السكري وجباتٍ من الزبيب على مدى 12 يوماً، فأظهرت نتائج الفحص انخفاض نسبة السكر لديهم بنسبة 23% بالإضافة إلى انخفاض نسبة الكوليسترول والشحوم لدى المرضى.
4. الزبيب مضادٌّ جيدٌ للأكسدة
يشكل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة لأنه يحتوي على الأحماض العضوية والفينولية، بالإضافة إلى فيتامين C، إذ بينت دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين هم "سادي بيرال" و"ميلكسين آكين" و"سيزاي أرسيسل" ونشرت عام 2015 في مجلة البحث البيولوجي.
أظهرت الدراسة احتواء العنب على حمض الفينول (مضاد للأكسدة)، بالإضافة إلى حمض الستريك (حمض عضوي يعمل كمضاد للأكسدة) وحمض الطرطريك (حمض عضوي ومضاد أكسدة)، وهذه الحموض تزداد نسبتها عند تجفيف العنب وتحوله إلى الزبيب، مما يجعل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة.
شاهد أيضاً: طريقة عمل عصير الزبيب الأسود
5. يمكن استخراج الصابونين من الزبيب
يحتوي الزبيب على نسبة من الصابونين، وهي مادة كيميائية موجودة في النباتات، ومضاد قوي للأكسدة ومعزز للمناعة. لهذه المادة دور في تثبيط الخلايا السرطانية، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة فاونداونغ الصينية وقسم علوم الأغذية في جامعة كورنيل في نيويورك، ونُشر ملخصها في مجلة NCBI عام 2016.
أظهرت الدراسة أن الصابونين المستخرج من الزبيب يثبط نشاط الخلايا السرطانية بفضل خصائصه كمضاد تأكسد قوي، كما أنه يحفز نشاط التيروزين كيناز، وهو إنزيم يساهم في بناء الخلايا. وأشارت الدراسة إلى أن الصابونين المستخرج من الزبيب يمكن أن يساعد في علاج سرطان الثدي.
تسمية الزبيب وأشهر أنواعه
تعود تسمية الزبيب إلى اللغة الإنجليزية في العصور الوسطى، إذ أُخذ الاسم من اللغة الفرنسية القديمة، التي بدورها أخذت التسمية من اللغة اللاتينية من كلمة Racemus التي تعني "حفنة من العنب".
أما في الفرنسية الحديثة، فقد استخدم اسم زبيب بمعنى "العنب" على الرغم من أن الزبيب عنب مجفف. وتختلف أشكال الزبيب تبعاً لاختلاف نوع وحجم ولون العنب الذي يصنع منه الزبيب، فتجد الزبيب الأصفر والأرجواني، بالإضافة إلى الزبيب الأسود والأخضر. وأشهر أنواع الزبيب هي:
1. زبيب "السلطانة"
من أنواع الزبيب الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يطلق عليه اسم "طومسون" أي الزبيب الذي لا يحتوي على بذورٍ بداخله.
2. "الكشمش" اليوناني
أيضاً زبيبٌ بغير بذور لكنه أكثر قتامة من أنواع الزبيب الأخرى وطعمه لاذع.
3. "الزبيب الذهبي"
هو الزبيب الذي يعامل مع ثاني أوكسيد الكربون (بيكربونات الصوديوم) حتى يكتسب لونه الذهبي. يُصنع الزبيب من خلال تجفيف العنب، ويتم التجفيف بطريقتين: إما بالاعتماد على الشمس، وهي طريقة تتطلب وقتاً طويلاً وقد تؤدي إلى تعرض العنب للحشرات والجراثيم.
أما الطريقة الثانية فهي التجفيف الآلي، حيث يتم تسخين العنب باستخدام جهاز المايكرويف الذي يساعد في تبخر الماء الموجود في العنب بشكل أسرع، وفي بيئة يتم التحكم بجميع ظروفها، بعكس الطريقة الأولى.
بعد التجفيف، يُغسل الزبيب بالماء لإزالة العناصر الغريبة والعالقة.
أسماء أخرى للزبيب
على الرغم من اختلاف اللهجات والمصطلحات والكلمات من دولة إلى أخرى، لا تزال بعض المواد الغذائية تحافظ على اسمها في جميع بلدان الوطن العربي، كالزبيب الذي يُعرف بالعنب المجفف.
وذلك بسبب كثرة استخدامه وشعبيته الكبيرة، بالإضافة إلى فوائده العديدة، فقد شاع اسم الزبيب بشكل كبير وتم تداوله في معظم بلدان الوطن العربي.
شاهد أيضاً: فطائر الزبيب من منال العالم
حقائق الزبيب الغذائية
يمتلك الزبيب الكثير من الفوائد المتنوعة التي تساعد الإنسان على الحفاظ على صحته، وبالتأكيد هنالك سبب رئيسي لهذه الفوائد، هل عرفته؟ السبب الرئيسي لامتلاك الزبيب لكل هذه الفوائد هو العناصر الغذائية الموجودة فيه لذلك سنتعرف معاً على هذه العناصر:
|
العنصر الغذائي |
كميته في 100 غرام من الزبيب |
|---|---|
|
الحريرات |
299 حريرة |
|
الكربوهيدرات |
79.2 غرام |
|
الدسم |
0.5 غرام |
|
البروتين |
3.1 غرام |
|
فيتامين C |
2.3 ميلليغرام |
|
فيتامين E |
0.1 ميلليغرام |
|
فيتامين K |
3.5 ميكروغرام |
|
فيتامين B6 |
0.2 ميلليغرام |
|
الكالسيوم |
50 ميلليغرام |
|
الحديد |
1.9 ميلليغرام |
|
المغنيزيوم |
32 ميلليغرام |
|
الفوسفور |
101 ميلليغرام |
|
البوتاسيوم |
749 ميلليغرام |
|
الصوديوم |
11 ميلليغرام |
|
الزنك |
0.2 ميلليغرام |
|
النحاس |
0.3 ميلليغرام |
|
المنغنيز |
0.3 ميلليغرام |
|
السيلينيوم |
0.6 ميكروغرام |
|
الفلور |
234 ميكروغرام |
|
15.4 غرام |
تاريخ واستخدامات الزبيب
إن تاريخ صناعة الزبيب قديمٌ بقدم زراعة الكرمة، حيث كان الفينيقيون والأرمن أول من أتقن زراعة الكرمة، وذلك قبل 3000 عام. بدأ الفينيقيون زراعة العنب في إسبانيا واليونان.
أما الأرمن فقد زرعوا كروم العنب في العراق وإيران وتركيا، وكانت تلك المناطق ملائمة لصنع الزبيب، كما أنها قريبة من روما، حيث وُجد آنذاك أول سوق لبيع الزبيب. وكان الرومان يستخدمون الزبيب لتزيين أماكن العبادة وللمقايضة مع سلع أخرى، بالإضافة إلى تقديمه كجائزة في الألعاب والبطولات الرياضية.
في القرن التاسع، بدأت زراعة العنب تنتشر في المكسيك وكاليفورنيا، بالإضافة إلى صناعة الزبيب، وفي عام 1851، انتقلت زراعة العنب وصناعة الزبيب إلى سان دييغو، التي كانت تتمتع بطقس مثالي لصناعة الزبيب يتمثل في حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف.
بيد أن عدم وجود ماءٍ يكفي لري مزارع العنب دفع المزارعين إلى الاتجاه شمالاً بحثاً عن الماء، فكان أن وصلوا إلى وادي سان جواكين في كاليفورنيا الذي يتمتع بحرارة جيدة وتربة خصبة. بذلك أصبح وادي سان جواكين فيما بعد مركزاً لصناعة الزبيب في ولاية كاليفورنيا. أما في العصر الحديث، تحتل كل من تشيلي وتركيا وأستراليا بالإضافة إلى إيران واليونان المراكز الأولى في صناعة الزبيب.
أخيراً.. إن الزبيب الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، بعد أن تمكن كل من الفينيقيين والأرمن من زراعة العنب، انتشر في أنحاء العالم كغذاءٍ صحيّ ودواءٍ للعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية.
فهناك عدة أنواع للزبيب تختلف من حيث اللون ونوع العنب الذي يُصنع منه، وأشهر الأنواع زبيب "الكشمش" الذي يتميز بنكهته اللاذعة وخلوّه من البذور، وزبيب "السلطانة" الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية ولا يحتوي على البذور.
بالإضافة إلى "الزبيب الذهبي". من المؤكد أن الزبيب بمختلف أنواعه يقدم فوائد عدة للإنسان، أهمها معالجة التهاب المعدة لاحتوائه على الفينول، كما يخفض ضغط الدم ونسبة السكر في الجسم، بالإضافة إلى أنه يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب ويثبط الخلايا السرطانية.
شاهد أيضاً: بسكويت البرتقال والشوفان والزبيب
شاهد أيضاً: أفضل طريقة لعمل عصير الزبيب
شاهد أيضاً: كيف تصنعين كيك زبيب شهي في المنزل؟
-
الأسئلة الشائعة عن فوائد الزبيب
- ما هي الفوائد الصحية الرئيسية للزبيب؟ الزبيب يعالج التهابات المعدة، يقلل نسبة السكر في الدم، يحمي القلب، يعتبر مضاداً جيداً للأكسدة، ويساعد في تثبيط الخلايا السرطانية بفضل مادة الصابونين.
- هل يؤدي الزبيب إلى تسوس الأسنان؟ على عكس الشائع، الزبيب لا يؤدي إلى تسوس الأسنان، بل إنه يحتوي على البوليفينول الذي يساعد في تخليص الأسنان من البكتيريا المسببة للتسوس.
- ما هي أنواع الزبيب الأكثر شهرة؟ من أشهر أنواع الزبيب: زبيب السلطانة الخالي من البذور، والكشمش اليوناني أيضاً خالي البذور وله نكهة لاذعة، والزبيب الذهبي الذي يكتسب لونه نتيجة معالجته بثاني أوكسيد الكربون.
- كيف يتم تصنيع الزبيب؟ يُصنع الزبيب بتجفيف العنب إما عن طريق التعريض للشمس أو باستخدام التجفيف الآلي. بعد ذلك، يتم غسل الزبيب بالماء لإزالة الشوائب والعناصر العالقة.
- ما هي القيمة الغذائية للزبيب؟ في 100 غرام من الزبيب نجد 299 حريرة، و79.2 غرام من الكربوهيدرات، و0.5 غرام من الدسم، و3.1 غرام من البروتين، بالإضافة إلى فيتامينات ومعادن مثل فيتامين C والبوتاسيوم والمغنيزيوم.
- ما هو تاريخ صناعة الزبيب؟ بدأت صناعة الزبيب منذ 3000 عام على يد الفينيقيين والأرمن الذين زرعوا العنب في مناطق مثل إسبانيا، اليونان، العراق، تركيا، وإيران. لاحقاً انتقلت الصناعة إلى كاليفورنيا التي أصبحت مركزاً رئيسياً لإنتاج الزبيب.
- كيف يساعد الزبيب في الحماية من أمراض القلب؟ الزبيب يخفض ضغط الدم الانقباضي ويساعد في تقليل نسبة السكر بالدم. كما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بفضل خصائصه كمضاد للأكسدة وتنظيمه لتوازن الدهون.
- ما هي المادة الكيميائية الموجودة في الزبيب التي تساهم في مكافحة السرطان؟ الزبيب يحتوي على مادة الصابونين التي تعد مضاداً قوياً للأكسدة وتساعد في تثبيط الخلايا السرطانية، وفقاً لدراسات علمية.
- ما الفرق بين الطريقة التقليدية والحديثة لتجفيف العنب؟ في الطريقة التقليدية، يتم الاعتماد على الشمس وتجفيف العنب في الهواء، بينما في الطريقة الحديثة يتم استخدام التجفيف الآلي عن طريق تسخين العنب في بيئة محكمة باستخدام أجهزة مثل المايكرويف.
- لماذا يُعتبر الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة؟ يُعتبر الزبيب مضاداً فعالاً للأكسدة بسبب احتوائه على الأحماض العضوية والفينولية، بالإضافة إلى فيتامين C، وتزداد نسبة هذه المركبات عند تجفيف العنب وتحويله إلى زبيب.




