أضرار المكسرات للأطفال: ما يجب أن تعرفه كل أم وأب

تُعد المكسرات من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، إلا أن تأثيرها على الأطفال قد يحمل بعض المخاطر التي يغفل عنها الكثير من الأهل، ورغم فوائدها المحدودة، فإن أضرار المكسرات للأطفال قد تظهر سريعًا عند تناولها دون إشراف أو بكميات غير مناسبة، ويحتاج الطفل إلى غذاء متوازن يتناسب مع عمره وقدرته على المضغ والهضم، لذلك من الضروري فهم طبيعة المكسرات وكيف يمكن أن تكون آمنة أو خطرة بحسب طريقة تقديمها، في هذا المقال نستعرض أهم الأضرار والنصائح لتقديم المكسرات للأطفال بشكل مدروس وآمن.

أضرار المكسرات للأطفال

تظهر أضرار المكسرات للأطفال بشكل أوضح لدى الفئات الصغيرة التي لم تكتمل لديها مهارات البلع أو الجهاز الهضمي، وقد تختلف شدة الأضرار بين الخفيفة والخطيرة اعتمادًا على نوع المكسرات وكمية تناولها، وتساعد معرفة هذه المخاطر على حماية الطفل ومنع حدوث أي مضاعفات غير متوقعة، فيما يلي أهم الأضرار التي يجب الانتباه لها:

خطر الاختناق وصعوبة البلع عند الأطفال

يُعد الاختناق من أكثر أضرار المكسرات للأطفال شيوعًا، خاصة لدى الأطفال تحت عمر خمس سنوات بسبب عدم اكتمال مهارة المضغ، وتُعد المكسرات الكاملة من أكثر الأطعمة صعوبة في البلع، ما يجعلها غير مناسبة لهذه الفئة العمرية، يمكن أن تعلق قطع صغيرة في مجرى التنفس مسببة سعالًا حادًا أو انسدادًا جزئيًا، لذا يجب تقديم المكسرات فقط بعد طحنها أو مزجها مع أطعمة لينة.

الحساسية الشديدة وردود الفعل التحسسية

تُعتبر حساسية المكسرات إحدى أخطر أضرار المكسرات للأطفال، إذ قد تسبب طفحًا جلديًا أو تورمًا أو صعوبة في التنفس خلال دقائق من تناولها، وتعد الفول السوداني والجوز والكاجو من الأنواع الأكثر تحفيزًا للحساسية، وقد يحتاج الطفل لتدخل طبي عاجل إذا ظهرت الأعراض بسرعة، لذلك يجب إدخال أي نوع من المكسرات بحذر شديد وتحت إشراف.

اضطرابات الجهاز الهضمي نتيجة تناولها بكثرة

يمكن أن يؤدي اضرار الإفراط في المكسرات للاطفال إلى مشكلات مثل الانتفاخ، والإمساك، وآلام البطن بسبب احتوائها على نسبة عالية من الدهون والألياف، ويجد بعض الأطفال صعوبة في هضم كميات كبيرة منها، كما قد تسبب الإسهال عند تناولها مع أطعمة دسمة أخرى، لذلك يُفضَّل تقديمها بكميات صغيرة ومناسبة لعمر الطفل.

تأثير المكسرات على الأطفال المصابين بالارتجاع أو ضعف الهضم

قد تزيد المكسرات من تهيّج الجهاز الهضمي لدى الأطفال الذين يعانون من الارتجاع المعدي أو ضعف الهضم، وذلك بسبب محتواها العالي من الدهون والألياف الثقيلة، ويمكن أن يؤدي تناولها بكميات غير مناسبة إلى شعور بالغثيان أو حرقة المعدة. يُنصح بتقديم المكسرات في صورة مطحونة أو ضمن وجبات خفيفة يسهل هضمها. كما يُفضل استشارة الطبيب إذا ظهرت أعراض مزعجة بعد تناولها.

المكسرات الممنوعة للأطفال بسبب القوام الصلب

هناك مجموعة من المكسرات الممنوعة للأطفال بسبب صلابتها الكبيرة وصعوبة مضغها مثل اللوز الكامل والفستق غير المقشر، يمكن أن تسبب هذه الأنواع جروحًا صغيرة في اللثة أو ألمًا عند المضغ، كما أن حجمها قد يجعلها خطرة من ناحية الاختناق، يفضل تقديمها مبشورة أو مطحونة أو ضمن وصفات آمنة مناسبة للأطفال.

زيادة السعرات وتسبب السمنة المبكرة

تحتوي المكسرات على سعرات عالية قد تؤدي إلى زيادة الوزن عند تناولها يوميًا دون حساب. ويحتاج الطفل إلى توازن غذائي يدعم نموه دون أن يرفع نسبة الدهون، الإفراط في المكسرات، خاصة عند دمجها مع الشوكولاتة أو العسل، يزيد احتمالية السمنة، لذا ينبغي مراقبة الحصص جيدًا.

تأثيرها على الأسنان لدى الأطفال الصغار

قد يؤدي تناول المكسرات الصلبة إلى حدوث شروخ صغيرة في الأسنان اللبنية أو تآكل بسيط للمينا، كما تعلق بقايا المكسرات بين الأسنان مما يسبب رائحة مزعجة عند الإهمال في تنظيف الفم، ويُنصح بتقديم المكسرات ضمن أطعمة لينة للأطفال الأصغر لتعزيز سلامة الأسنان.

خطر التلوث العرضي للمكسرات عند تخزينها بشكل خاطئ

قد تتعرّض المكسرات للتلوث الفطري أو البكتيري عند تخزينها في مكان رطب أو غير محكم الإغلاق، مما يشكل خطراً على صحة الأطفال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات هضمية أو حساسية مفاجئة نتيجة العفن غير المرئي على القشرة، يجب حفظ المكسرات في عبوات محكمة وفي مكان جاف وبارد، ويُفضل شراء كميات صغيرة لضمان جودتها وسلامتها الغذائية للأطفال.

نصائح لتقديم المكسرات للأطفال بأمان

تساعد هذه النصائح على الاستفادة من المكسرات دون التعرّض لمخاطرها، خاصة للأطفال في السنوات الأولى من العمر. ويجب أن يكون تقديمها وفق قواعد واضحة تراعي العمر والقدرة على المضغ، فيما يلي أهم الإرشادات التي تساعد في تقليل المخاطر وتحسين سلامة الطفل الغذائية:

• تقديم المكسرات مطحونة أو ناعمة للأطفال تحت سن خمس سنوات.
• تجنب المكسرات الممنوعة للأطفال مثل اللوز الكامل والفستق غير المقشر.
• مراقبة الطفل أثناء تناول المكسرات وعدم تركه يأكل وحده.
• إدخال نوع جديد من المكسرات تدريجيًا ومراقبة أي رد فعل تحسسي.
• تقديم المكسرات ضمن الوجبات وليس كوجبة سريعة لمنع الإفراط في تناولها.
• تجنب المكسرات المحمّصة بالملح أو التوابل القوية للأطفال الصغار.
• الاهتمام بتنظيف الأسنان بعد تناول المكسرات لتجنب تراكم البقايا.

أضرار المكسرات للأطفال قد تبدو بسيطة لكنها قد تتحول لمشكلة حقيقية إذا لم يتم تقديمها بالشكل الصحيح. ومع اتباع الإرشادات المناسبة يمكن الاستفادة من فوائدها دون تعريض الطفل لأي مخاطر. احرصي دائمًا على اختيار الأنواع المناسبة لعمر الطفل ومراقبته أثناء الأكل لضمان سلامته وصحته.