فوائد العكبر...الصمغ الذي ينتجه النحل

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: 2019-11-24 آخر تحديث: 2024-03-13

إذا أردت أن تُثني على فريق عمل ناجح، تقول إنهم كخلية النحل، كما أنَّك تشبه الأيام الجميلة بالعسل، فتقول شهر العسل، وأيام العسل، إضافة إلى أنَّ العسل يتصدر قائمة العلاج الطبيعي، سواء كان شافياً أم لم يكن، ستجد من ينصحك بتناول العسل، لكن ماذا عن العكبر أحد منتجات مملكة النحل؟ تعرف معنا على فوائده، وطريقة إنتاجه.

ما هو العكبر ولماذا يصنعه النحل؟

العكبر (Propolis) هو مادة صمغية (راتنجية)، ينتجها النحل من البراعم، ومفرزات لحاء الأشجار الصمغية، خاصة أشجار الصنوبر والحور، ويقوم بمزجها مع مفرزاته من الشمع والعسل.

لتتحول إلى مادة صمغية، تختلف ألوانها حسب مصادر جمعها، إضافة إلى نوعية الأشجار التي التقطت منها.

أما عن استخدام العكبر داخل خلية النحل؛ فيقوم النحل باستخدامه، لسد الثغرات الضيقة في الخلية، كما يقوم بعملية تشبه التحنيط للأعداء الذين اخترقوا الخلية، كالفراشات، أو السحالي، كي لا تتحلل داخل الخلية.

حيث يعتبر العكبر إلى جانب شمع العسل العنصر الأساسي في بناء خلية النحل، وحمايتها من المهاجمين، وكلمة (Propolis) المشتقة من اليونانية، تعني الدفاع عن المدينة.

لكنَّ بعض أنواع النحل، تنتج كميات كبيرة من العكبر، ما يجعل هذه الأنواع أقل جودة من غيرها، حيث تضطر النحلة إلى وضع العكبر في ممرات الخلية، مما يعيق حركة النحل.

فيعيق بالتالي عملية إنتاج العسل، كما يعتبر النحل القوقازي من أشهر الأنواع التي تنتج كميات كبيرة من العكبر، لكن ما هي فوائد العكبر لصحة الإنسان؟

يساعد على الوقاية والعلاج من عدة أمراض

تعتبر خلية النحل صيدلية بحد ذاتها، ولا تكاد تمر بضعة شهور، حتى يتم الكشف عن دراسات جديدة تتعلق بمنتجات النحل، إما لتؤكد بعض الاعتقادات أو لتنفيها.

حيث ما زال العسل على اختلاف أنواعه عنصراً أساسياً في الطب الشعبي حول العالم، كذلك تم إجراء العديد من الدراسات الطبية على فوائد العكبر، وقيمته الغذائية.

كما أنَّ اكتشاف فوائد العكبر يعود إلى زمن بعيد، حيث تم استخدامه طبياً من قبل الفراعنة والإغريق.

كذلك استخدمه الرومان، حتى أنَّ صمغ النحل، تم إدراجه في دساتير الأدوية في لندن في القرن السابع عشر، كما تم استخدامه لتضميد الجراح، والوقاية من العدوى.

وما زال يستخدم حتى الآن للمعالجة، أو للوقاية من عدة أمراض، سنستعرض أبرزها معاً.

يساعد على علاج السرطان

يحتوي على حوالي 300 مركب طبيعي مضاد للسرطان، وبخاصة سرطانات الدم والكبد، إضافة إلى سرطان الثدي، البنكرياس، سرطانات الرأس والعنق. فضلاً عن سرطانات الكلى والمثانة، حيث تكون آلية عمل العكبر في هذه الحالات كالآتي:

  • تمنع نمو أوعية دموية جديدة لتغذية الخلايا السرطانية.
  • تساعد على وقف انقسام الخلايا السرطانية.
  • تقلل من انتشار الورم الخبيث إلى أماكن سليمة من الجسم المصاب.
  • تساعد على قتل الخلية السرطانية.
  • كما تم ملاحظة قدرة العكبر على التخفيف من الآثار السمية للعلاج الكيماوي.

العكبر لعلاج أمراض الأطفال

حسب الدراسة السابقة، فإن العكبر يساعد الأطفال على تجنب العديد من الأمراض، كما تظهر التجارب فعاليته في معالجة الحروق السطحية، والجروح الطفيفة، ومن فوائد العكبر بالنسبة للأطفال:

  • الوقاية من التهاب الأذن الوسطى.
  • الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي.
  • الوقاية من تسوس الأسنان، والمساعدة على علاج التهابات اللثة، والخراجات السِنيِّة.
  • المساعدة في علاج نزلات البرد.
  • علاج بعض الأمراض الجلدية الشائعة، مثل الثآليل والدمامل.
  • المساعدة على التئام الجروح، والحروق السطحية.

العكبر يساعد على استقرار سكر الدم

في تجربة أجراها فريق طبي على مجموعة من الفئران المصابة بالسكري، نشر ملخصها موقع (NCBI) الأمريكي عام 2013، تبين أن العكبر يحتوي على مضادات للأكسدة، وللالتهابات.

تلك التي يمكن أن تكون نافعة لمرضى السكري، كما تشير الدراسة إلى أن وجود العكبر ضمن المكملات الغذائية، سيساعد على الوقاية من الإصابة بمرض السكري، وعلاجه لدى المصابين.

استخدامات وفوائد أخرى للعكبر

هناك أكثر من ألفي دراسة طبية حول استخدامات وفوائد العكبر، تؤكد أغلبها على ما ذكرناه سابقاً، إضافة إلى عشرات الفوائد الأخرى التي يمكن أخذها من العكبر، أبرزها:

  1. مقاومة الفطريات والطفيليات: أكدت دراسة منشورة عام 2012 حول العكبر البرازيلي على فعالية العكبر في علاج العديد من الأمراض، من بينها قدرته على مقاومة الفطريات والطفيليات.
  2. مكافحة الخمائر التي تؤذي الأظافر: كما تشير دراسة في كلية الطب البيطري في جامعة طهران منشورة في العام 2013، إلى فعالية صمغ النحل في مكافحة الخمائر التي تسبب أمراض الأظافر.
  3. الوقاية من تقرحات الفم: أكدت مجموعة من الدراسات على فعالية العكبر في الوقاية والعلاج من مرض الهربس البسيط (The Herpes Simplex Type)، وهو مرض جلدي يظهر على شكل تقرحات تصيب ما حول الفم، أو المناطق التناسلية، والأرداف.
  4. معالة الالتهابات المعوية والمهبلية: وفي بحث نشره موقع (Medlineplu)، أكد على فوائد العكبر السابقة، كما أشار إلى قدرة العكبر على معالجة الالتهاب المعوي المعروف بـ (Giardiasis)، إضافة إلى معالجة تورم والتهاب المهبل.
  5. مفيد لتخفيف آلام التهاب المفاصل: في بحث نشرته جامعة متشغان الأمريكية، حول فاعلية العقاقير الطبية التي تعتمد على العكبر كمكون أساسي من مكوناتها، أشار البعث إلى فاعلية محتملة لاستخدام العكبر الموضعي في التخفيف من ألم التهاب المفاصل.
  6. علاج التهابات بطانة الرحم: وفي ذات البحث المذكور، الذي نشرته جامعة متشغان (Michigan)، فإن للعكبر فاعلية محتملة في المساعدة على الشفاء من العقم الناتج عن التهابات بطانة الرحم عند النساء.

هل يعتبر العكبر آمناً للاستخدام البشري؟

لا يعتبر العكبر مادة سامة في حال من الأحوال، إلَّا أنَّه قد يسبب بعض الآثار الجانبية منخفضة الخطورة، حيث من الممكن أن يسبب طفحاً جلدياً عند بعض الناس أو الحساسية.

لكن هذه الأعراض تصيب الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه منتجات النحل الأخرى (العسل، والشمع... إلخ)، أو حساسية غبار الطلع الموسمية.

ونادراً ما تصيب الأشخاص الذين لا يعانون من حساسية تجاه منتجات النحل الأخرى، لذلك ينصح الأطباء عادةً باستخدام جرعات قليلة (تجريبية) من المستحضر الذي يحتوي على العكبر، لاختبار الحساسية تجاهه.

يتم إنتاج العكبر على عدة أشكال

يتوفر العكبر في أغلب المتاجر والصيدليات، إما كمادةٍ خام، أو كمستحضر تم تصنيعه لاستخدامات طبية أو تجميلية، حيث ستجدون العكبر على شكل كبسولات للبلع، أو أقراص للمص.

كذلك على شكل مراهم وكريمات، إضافة إلى غسول الوجه، ويفضل عدم استخدام مراهم العكبر حول العين أو داخلها، كما سيكون متوفراً على شكل سائل يأخذ عن طريق القطرة فموية، أو للمضمضة.

معلومات غذائية عن العكبر

من المهم التعرف على العناصر الغذائية الموجودة في العكبر فهي السبب الرئيسي الذي يجعل من العكبر أحد أهم المواد الغذائية الموجودة في الطبيعة، ولذلك سنتعرف في الجدول التالي على هذه العناصر:

القيمة الغذائية والسعرات الحرارية في العكبر

العنصر الغذائي

كميته في 100 غرام من العكبر

الحريرات

313 حريرة

الكربوهيدرات

50 غرام

الدسم

12.5 غرام

البروتين

25 غرام

 

تسميات أخرى للعكبر

لا يملك العكبر العديد من الأسماء، بل يعرف باسم العكبر في معظم مناطق الوطن العربي، إلا أنه قد يسمى ببعض المسميات الأخرى التي تدل على نفس المادة.

يعتبر "البروبوليس" و"صمغ النحل" و"العكبر" أسماء لنفس المادة ولا بد من الوصول إلى العكبر عند البحث عن أحد هذه الأسماء في الأسواق العربية.

ختاماً.... كما ذكرنا؛ فإن خلية النحل تعتبر صيدلة متكاملة، ما زالت الأبحاث تكشف عن فوائدها المتعددة، كما تنفي بعض الاستخدامات الرائجة لها.

لكن للعكبر استخدامات أخرى، حيث يدخل العكبر في صناعة أنواع من الورنيش المستخدم في تلميع السيارات، والآلات الموسيقية، فالعكبر يشبه (القلفونة)، وهي الصمغ الذي يأخذ من الأشجار مباشرة قبل أن يقوم النحل بإعادة تصنيعه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لكل الوصفات اللذيذة