كعك العيد في عيد الأضحى: بين الرفض والاحتفال!

  • تاريخ النشر: 2025-05-25 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة | آخر تحديث: 2025-05-28
مقالات ذات صلة
طريقة عمل كعك العيد مثل الجاهز
طريقة عمل كعك العيد السادة
كعك العيد بالسميد

عندما نسمع عبارة "كعك العيد"، يتبادر إلى أذهاننا فورًا عيد الفطر، حيث تمتزج رائحة السمن مع نكهة المحبة في كل بيت عربي. لكن ماذا عن عيد الأضحى؟ هل يُحضّر الناس الكعك في هذه المناسبة أيضًا؟ وهل تختلف العادات من بلدٍ إلى آخر؟ في هذا المقال، نأخذكِ في جولة بين المطابخ العربية لاكتشاف من يصنع كعك العيد في عيد الأضحى، وما هي أشهر الحلويات التي تُقدّم خلال هذه المناسبة.

في مصر: الكعك حاضر في المناسبتين

رغم أن عيد الفطر هو الموسم الرسمي لصناعة الكعك في مصر، إلا أن عبق رائحته لا يغيب عن عيد الأضحى، خصوصًا في البيوت التي تهتم بإكرام الضيوف وتحضير العزائم. فالكعك ليس مجرد حلوى موسمية، بل هو طقس اجتماعي يحمل في طياته دفء الذكريات وروح المشاركة.

كعك العيد المحشو بالملبن أو العجوة أو المكسرات يبقى رمزًا للكرم، يُقدَّم بجانب فنجان القهوة أو كوب الشاي، ليمنح لحظات العيد طابعًا خاصًا يجمع بين عبق الماضي وبهجة الحاضر.

فلسطين والأردن: المعمول لا يغيب

في فلسطين والأردن، لا يفرّق الناس كثيرًا بين عيد الفطر وعيد الأضحى حين يتعلق الأمر بالمعمول، فهو حلوى العيد بامتياز في المناسبتين. سواء كان محشوًا بالتمر المعجون والمطيّب بالقرفة، أو بالجوز المجروش الممزوج بماء الزهر، أو بالفستق الحلبي الفاخر، فإن المعمول يُعد ضيافة لا يمكن أن يخلو منها بيت.

يترافق المعمول دائمًا مع القهوة السادة، ليشكّل الثنائي المثالي الذي يرحب بالضيوف، ويحتفي بقدوم العيد. أما في القرى والمناطق الريفية، فتتحوّل أيام إعداد الكعك إلى طقس اجتماعي حميم، حيث تجتمع النساء حول الطاولة، كلٌّ منهن لها مهمة محددة في العجن، والحشو، والنقش بالقوالب الخشبية التقليدية، وسط أجواء من الفرح، والضحكات، وتبادل الوصفات.

دول الخليج: ضيافة متنوعة والمعمول اختياري

في دول الخليج العربي، مثل: السعودية، الإمارات، وقطر، تشتهر ضيافة العيد بأصالتها ورقيّها، وتُعدّ القهوة العربية والتمر عنوان الكرم في كل بيت. إذ تُحضّر القهوة بالسعن والدلة، وتُقدَّم برائحتها الزكية المصحوبة بحب الهيل، بينما تُصفّ التمور بعناية، وأحيانًا تُحشى بالمكسرات، أو تُغطى بالشوكولاتة الفاخرة لإضفاء لمسة عصرية.

رغم أن المعمول موجود في بعض البيوت، خاصةً تلك التي تحتفظ بجذور شامية أو مصرية، إلا أنه ليس مكوّنًا رئيسيًا في ضيافة عيد الأضحى. بدلاً من ذلك، قد تُقدَّم أنواع بسيطة من الحلى المحلي، مثل: "الحنيني" أو "اللقيمات" أو حلى التمر، لتكمّل أجواء الضيافة الخليجية الراقية.

سوريا ولبنان: المعمول نكهة العيدين

في سوريا ولبنان، يظل المعمول سيّد ضيافة العيدين دون منازع، فهو ليس فقط حلوى بل تقليد متجذّر يعكس دفء الروابط العائلية، تبدأ العائلات بتحضيره قبل عيد الأضحى بأيام، في جلسات تجمع الجدّات والأمهات والبنات، حيث يُشكّل المعمول بأيدي محبة، ويُعبّق البيت برائحة السمن والهيل.

غالبًا ما يُوزّع المعمول على الجيران والأقارب، في لفتة تحمل أبعادًا اجتماعية وإنسانية عميقة، خاصةً خلال الزيارات العائلية أو الولائم. ورغم تمسّك الكثيرين بالوصفات التقليدية التي تعتمد على السميد أو الطحين والحشوات المعهودة من التمر والجوز والفستق، فإن لمسات الحداثة بدأت تظهر، حيث يُضاف أحيانًا الشوكولاتة أو نكهات مبتكرة تعكس ذوق الجيل الجديد، دون أن تفقد الحلوى روحها الأصيلة.

السودان: كعك العيد بطابع خاص

في السودان، يحتل كعك العيد مكانةً خاصةً في قلوب الناس ومطابخهم، حيث لا يكتمل العيد من دونه. يُحضّر بنكهات تقليدية متوارثة، مثل: السمسم المحمّص، واليانسون العطري، والقرنفل الدافئ، مما يمنحه طابعًا مميزًا لا يُشبه غيره. وتتفنن السيدات في تشكيله وخَبزه في أجواء يغلب عليها الدفء والتعاون العائلي.

يُقدّم الكعك السوداني للضيوف خلال العيدين كرمز للترحاب والكرم، وغالبًا ما يُرافق فنجان القهوة أو الشاي السوداني المنعنع. ورغم تغيّر الزمن، ما زالت هذه العادة حاضرة بقوة في المدن والقرى على حدٍ سواء، لتُجسّد تمسّك المجتمع السوداني بعاداته العريقة، وروح أعياده المفعمة بالمحبة والاحتفاء.

هل يُنصح بتحضير الكعك في عيد الأضحى؟

الإجابة تعتمد على العادات العائلية والرغبة في الضيافة المميزة. الكعك أو المعمول في عيد الأضحى لا يُعتبر فرضًا، لكنه لمسة محبّة إضافية تُكمّل أجواء البهجة، خصوصًا إذا كان هناك عزائم أو ضيوف، ووصفات لحوم الأضاحي الكثيرة.

تحضيره يُعدّ تعبيرًا عن الحفاوة والاهتمام بالتفاصيل التي تُضفي لمسة من الدفء على أجواء العيد. كما أن جلسات خبز الكعك تمثّل طقسًا عائليًا جميلاً، يجمع الأهل حول العجينة والفرن في لحظات مليئة بالحب والذكريات.

إعداد كعك العيد في عيد الأضحى يُضفي على الأجواء بهجة وفرحة لا مثيل لها، فهو لا يقتصر فقط على عيد الفطر؛ إذ إن بعض الدول، مثل: فلسطين، الأردن، ومصر تحافظ على تحضيره أيضًا في عيد الأضحى. وتبقى الحلويات عمومًا جزءًا من فرحة العيد، سواء كانت كعكًا تقليديًا، أو معمولًا محشيًا، أو حتى قطعة من الشوكولاتة تقدم بابتسامة.

مقالات ذات صلة:

5 طرق مختلفة لتحضير المعمول جربيهم في العيد

أنواع المعمول: دليلكِ الشامل لأشهى الحلويات التقليدية

أكلات عيد الأضحى بنكهة سعودية

  • الأسئلة الشائعة عن كعك العيد في عيد الأضحى

  1. كيف أحصل على كعك ناعم وهش؟
    يُفضّل استخدام السمن البلدي أو الزبدة اللينة، وعدم عجن العجينة أكثر من اللازم، وتركها ترتاح بعد التشكيل قبل الخبز.
  2. ما هي مدة صلاحية كعك العيد؟
    يمكن حفظ كعك العيد في حافظة محكمة الغلق بدرجة حرارة الغرفة لمدة 10-14 يومًا، أو تجميده حتى 3 أشهر.
  3. هل يمكن تحضير كعك العيد بدون سكر مكرر؟
    نعم، يمكن استخدام محليات طبيعية، مثل: سكر جوز الهند، أو سكر التمر لتحضير كعك صحي يناسب الأنظمة الغذائية الخاصة.