الحليب المبستر والحليب المعقم: ما الفرق بينهما وأيهما أفضل؟

الحليب هو أحد أهم المشروبات التي يعتمد عليها الإنسان منذ القدم، فهو مصدر غني بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، مثل الكالسيوم والبروتينات والفيتامينات. ومع تطور تقنيات معالجة الأغذية، ظهرت طرق مختلفة لتعقيم الحليب وضمان سلامته للمستهلك، أبرزها البسترة والتعقيم. في هذا المقال، سنتناول الفرق بين الحليب المبستر والحليب المعقم، ونستعرض مزايا وعيوب كل منهما، لنساعدك في اختيار النوع الأنسب لاحتياجاتك الصحية والغذائية.

تعريف الحليب المبستر والحليب المعقم

يتم معالجة الحليب بطرق مختلفة لضمان سلامته وقابليته للتخزين، وأهمها البسترة والتعقيم. تختلف الطريقتان عن بعضهما البعض في درجة الحرارة المستخدمة ومدى تأثيرهما على البكتيريا والقيمة الغذائية للحليب، فيما يلي نوضح الفرق بين الحليب المبستر والمعقم:

الحليب المبستر

البسترة هي عملية تسخين الحليب إلى درجة حرارة معينة لفترة زمنية محددة، ثم تبريده بسرعة، بهدف القضاء على معظم البكتيريا المسببة للأمراض دون التأثير الكبير على القيمة الغذائية أو النكهة الطبيعية للحليب. تتم عملية البسترة عادةً بأحد الطرق التالية:

• البسترة البطيئة: تسخين الحليب إلى درجة حرارة 63 درجة مئوية لمدة 30 دقيقة.

• البسترة السريعة: تسخين الحليب إلى درجة حرارة 72 درجة مئوية لمدة 15 ثانية.

بعد البسترة، يجب حفظ الحليب في الثلاجة، وتكون مدة صلاحيته قصيرة نسبيًا، تتراوح بين 5 إلى 7 أيام.

الحليب المعقم

التعقيم هو عملية تسخين الحليب إلى درجات حرارة أعلى من تلك المستخدمة في البسترة، بهدف القضاء على جميع الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والجراثيم. تتم عملية التعقيم عادةً بأحد الطرق التالية:

• التعقيم التقليدي: تسخين الحليب إلى درجة حرارة 115-120 درجة مئوية لمدة 15-20 دقيقة.

• التعقيم الفائق: تسخين الحليب إلى درجة حرارة 135-150 درجة مئوية لمدة 2-5 ثوانٍ.

يتميز الحليب المعقم بمدة صلاحية أطول، قد تصل إلى عدة أشهر، ويمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة قبل فتح العبوة.

الفرق بين الحليب المبستر والحليب المعقم

يختلف الحليب المبستر عن الحليب المعقم في طريقة معالجتهما حراريًا، حيث تؤثر درجة الحرارة المستخدمة على القضاء على البكتيريا ومدى تأثير ذلك على النكهة والقيمة الغذائية، مما يجعل لكل منهما خصائص وفوائد مميزة، الجدول التالي يوضح الفرق بينهما: 

أيهما أفضل: الحليب المبستر أم الحليب المعقم؟

يعتمد اختيار الحليب المناسب على احتياجات المستهلك وتفضيلاته. إذا كنت تفضل نكهة الحليب الطازجة وتستهلكه بسرعة، فقد يكون الحليب المبستر الخيار الأفضل. أما إذا كنت تبحث عن حليب ذو مدة صلاحية أطول ويمكن تخزينه دون تبريد قبل الفتح، فإن الحليب المعقم يعد خيارًا مناسبًا.

يعتمد اختيار الحليب المبستر أو المعقم حسب الهدف من الاستخدام، على سبيل المثال: الحليب المبستر هو الأنسب لاستخدامه في تحضير الأرز بالحليب والحلويات، لأنه يحتفظ بنكهته الطبيعية ويعزز الطعم. أما الحليب المعقم، فيفضل استخدامه في الطبخ مثل الششبرك والشاكرية، حيث يمتاز بمدة صلاحيته الطويلة، ولا يحتاج لتخزين في الثلاجة.

هل مبستر تعني معقم؟

لا، البسترة والتعقيم عمليتان مختلفتان. البسترة تهدف إلى القضاء على معظم البكتيريا المسببة للأمراض دون التأثير الكبير على النكهة والقيمة الغذائية، بينما التعقيم يهدف إلى القضاء على جميع الكائنات الحية الدقيقة، مما يؤدي إلى زيادة مدة الصلاحية، لكنه قد يؤثر قليلاً على النكهة والقيمة الغذائية.

هل الحليب المعقم أكثر أمانًا من الحليب المبستر؟

يعتبر الحليب المعقم أكثر أمانًا من حيث القضاء الكامل على الكائنات الحية الدقيقة. ومع ذلك، فإن الحليب المبستر آمن أيضًا للاستهلاك، بشرط حفظه في الثلاجة واستهلاكه خلال مدة صلاحيته.

هل شرب الحليب المعقم صحي؟

نعم، شرب الحليب المعقم صحي ويوفر العديد من العناصر الغذائية الضرورية للجسم. ومع ذلك، قد يكون هناك فقدان طفيف لبعض الفيتامينات الحساسة للحرارة، مثل فيتامين ب12 وفيتامين ج، بسبب درجات الحرارة العالية المستخدمة في عملية التعقيم.

في النهاية، يعتمد اختيارك بين الحليب المبستر والحليب المعقم على تفضيلاتك الشخصية واحتياجاتك الغذائية. إذا كنت تفضل نكهة الحليب الطازجة وتستهلكه بسرعة، فقد يكون الحليب المبستر هو الخيار الأنسب. أما إذا كنت تبحث عن حليب ذو مدة صلاحية أطول ويمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة قبل الفتح، فإن الحليب المعقم يعد خيارًا جيدًا. في كلتا الحالتين، يوفر الحليب مصدرًا غني