تاريخ الحلويات العربية: رحلة عبر النكهات من المحيط للخليج
رحلة عبر تاريخ الحلويات العربية: نكهات تُحاكي الحضارات والعادات الممتدة بين المشرق والمغرب
البهلة - المغرب
البغرير - الجزائر
ليالي لبنان - لبنان
الخبيص – الإمارات
العريكة - السعودية
المقروط – تونس
بقلاوة – سوريا
اللقيمات - العراق
رموش الست – مصر
الكنافة – فلسطين
-
1 / 10
تاريخ الحلويات العربية ليس مجرد حكاية عن السكر والمذاق، بل قصة عن حضارات وتقاليد ممتدة عبر العصور. من مطابخ القصور القديمة إلى أفران البيوت الشعبية، برعت كل دولة عربية في صناعة حلوى تعبّر عن هويتها وتراثها. في هذا المقال، نأخذك في جولة من فلسطين إلى المغرب، لتتعرفي على حكايات عشر حلويات عربية شكّلت ذاكرتنا الجماعية بنكهاتها الأصيلة وتاريخها العريق.
تاريخ الحلويات العربية: سر النكهات وشهرة الوصفات التقليدية
تاريخ الحلويات في الوطن العربي يعكس تنوع الثقافات الممتدة من المشرق إلى المغرب. فكل حلوى وُلدت من بيئة محلية، وتأثرت بعادات شعبية وحضارات مرّت على المنطقة. وبين القطر والعسل، والتمر والمكسرات، تمتزج قصص الأجداد بنكهاتٍ لا تزال حيّة حتى اليوم. إليك أبرزها.
الكنافة - فلسطين
الكنافة أصلها من مدينة نابلس الفلسطينية منذ العهد الأموي، وكانت تُقدَّم للأمراء كوجبة فاخرة. تُحضَّر من عجينة الكنافة الرقيقة المحشوة بالجبن أو القشطة، وتُغمر بالقطر الساخن. اشتُهرت في بلاد الشام، وأصبحت واحدة من أشهر الحلويات الأصيلة وأبرزها في الأعياد والمناسبات.
رموش الست - مصر
ظهرت رموش الست أو عيون المها في بدايات القرن العشرين بمصر، وسُمّيت هذه الحلوى العربية التقليدية بذلك نسبةً إلى جمال شكلها الذي يشبه رموش العين. تُحضّر من الدقيق والسمن والبيض وجوز الهند، وتُخبز ثم تُغمر بالقطر. نكهتها غنية وقوامها ناعم، وتعكس بساطة المطبخ المصري وأناقته في آنٍ واحد.
ليالي لبنان - لبنان
تُعد ليالي لبنان من أشهر الحلويات اللبنانية الأصيلة التي ظهرت في بيروت منتصف القرن العشرين، وتمثل مزيجًا من البساطة والأناقة في المذاق الشرقي. تُحضَّر من السميد والحليب وماء الزهر وتُقدَّم باردة مع طبقة من القشطة والمكسرات المحمّصة. تُعرف بقوامها الناعم وطعمها العطري الفريد، وتعكس من خلال مكوناتها الطبيعية تاريخ الحلويات العربية وذوق المطبخ اللبناني الرفيع.
العريكة - السعودية
تُعد العريكة من أشهر الحلويات السعودية التراثية، خصوصًا في منطقة نجد والجنوب. تُحضّر من الطحين الأسمر أو البر مع السمن والعسل، ويُضاف أحيانًا القليل من التمر أو القشطة. تُقدَّم ساخنة في المناسبات والأعياد، وتعكس بساطة المكونات وروعة الطعم، لتكون رمزًا للأصالة والكرم البدوي. تمثل العريكة جزءًا من تاريخ الحلويات العربية الغني بالتراث والنكهات التقليدية في المملكة.
بقلاوة - سوريا
تُعد البقلاوة الدمشقية من أشهر الحلويات السورية التقليدية ذات الأصل العثماني، وازدهرت صناعتها في دمشق خلال القرن التاسع عشر. تُحضّر من طبقات العجين الرقيقة جدًا (عجينة الفيلو) المحشوة بالمكسرات مثل الفستق أو الجوز، وتُسكب فوقها الشيرة أو القطر بعد الخبز. مقرمشة وغنية بالنكهات، تمثل البقلاوة رمزًا لفخامة المطبخ الشامي، وتعكس تاريخ الحلويات الشرقية وذوق الأعياد والمناسبات الراقية في سوريا.
مقال ذو صلة: أشهر وأشهى 6 حلويات سورية انتشرت حول العالم
اللقيمات - العراق
تُعد اللقيمات من أقدم الحلويات العراقية التي ظهرت في العصر العباسي ببغداد، وكانت تُعرف حينها باسم لقمة القاضي. اشتهرت بمذاقها المقرمش من الخارج والطري من الداخل، حيث تُحضّر من عجينة تُقلى وتُغمر بالعسل أو القطر. انتقلت لاحقًا إلى بلاد الشام والخليج، لتصبح جزءًا من تاريخ الحلويات العربية ورمزًا للكرم والنكهة الأصيلة في المائدة العراقية.
الخبيص - الإمارات
يُعد الخبيص من أشهر الحلويات الإماراتية التراثية التي تعبّر عن أصالة المطبخ الخليجي. تعود أصوله إلى العصور القديمة، وكان يُقدَّم في الصباحات والأعياد كرمز للكرم والاحتفال. يُحضّر من الطحين المحمّص أو السميد الممزوج بالسمن والعسل أو السكر، ويُنكّه بالهيل والزعفران وماء الورد. يمتاز بلونه الذهبي ورائحته الشهية، ويُزيَّن بالمكسرات والزبيب ليجسّد حلى لذيذ بروح إماراتية أصيلة.
المقروط - تونس
المقروط من أشهر الحلويات العربية، ويُعتقد أن أصوله أمازيغية قديمة. يُصنع من السميد المحشو بالتمر أو اللوز، يُقلى أو يُخبز ثم يُغطى بالعسل. شكله الماسي المميز ونكهة التمر والزهور يجعلان منه حلوى رمضانية لا تخلو منها الموائد التونسية.
البهلة - المغرب
تُعد البهلة من الحلويات المغربية التقليدية التي تشتهر في المناسبات والأعياد. تصنع من السميد، والسكر، والزبدة، وتُنكّه بماء الزهر واللوز المطحون، ثم تُخبز أو تُقلى حتى تتحول إلى قطع ذهبية مقرمشة. تتميز بطعمها الغني وقوامها الفريد، وتمثل تاريخ الحلويات العربية في المغرب، إذ تعكس براعة الطباخين المغاربة في مزج المكونات المحلية مع تقاليد الطهي القديمة.
البغرير - الجزائر
يُعتبر البغرير من أشهر الحلويات الجزائرية التي تُقدَّم في الإفطار والأعياد. يُحضّر من السميد والماء والخميرة، ويُطهى على المقلاة ليصبح رقيقًا ومثقبًا، ثم يُسكب فوقه السمن والعسل. يشتهر بقوامه الفريد وامتصاصه للمكونات، ويعكس تاريخ الحلويات العربية في الجزائر من حيث البساطة والنكهة الأصيلة، ليكون رمزًا للتراث الشعبي ونكهة الوطن في كل لقمة.
تاريخ الحلويات العربية هو رحلة عبر الزمن والمذاق، حيث تمتزج النكهات بالثقافات وتروي كل حلوى قصة شعب وهوية وطن. من الكنافة الفلسطينية إلى الخبيص الإماراتي، تحمل الحلويات العربية ذاكرة جماعية من الفرح والضيافة والاحتفال. إنها ليست مجرد طعام، بل إرث ثقافي يربط الماضي بالحاضر ويُعيد تعريف الطعم الأصيل في كل لقمة.
مقالات ذات صلة: