أصل البقلاوة: هل جذورها في تركيا أم مصر؟

  • تاريخ النشر: 2025-11-17 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة

رحلة البقلاوة بين الحضارات القديمة والدولة العثمانية وصولًا إلى المطبخ المصري

مقالات ذات صلة
السعرات الحرارية للبقلاوة: هل تدمر نظامك الغذائي؟
مراوح البقلاوة: طريقة تحضيرها بخطوات بسيطة ومذاق فاخر
الكبسة ليست سعودية...تعرف على جذورها التاريخية

تُعدّ البقلاوة واحدة من أشهر أنواع الحَلى في الشرق الأوسط وتركيا والبلقان، حتى أصبحت جزءاً من هوية كل مطبخ في هذه المناطق، ومع ذلك، يبقى السؤال: هل أصل البقلاوة تركي أم مصري؟

الإجابة ليست بسيطة، لأن البقلاوة نشأت عبر مراحل طويلة شاركت فيها حضارات مختلفة، من الشرق القديم إلى الدولة العثمانية، قبل أن تستقر في مصر وتصبح جزءاً أساسياً من مائدة رمضان والمناسبات، في هذا المقال نستعرض رحلة البقلاوة منذ ظهور فكرتها الأولى، ثم تطورها في العهد العثماني، إلى أن وصلت إلى المطبخ المصري الذي أعطاها طابعه الخاص.

أصل البقلاوة وتاريخها

تعود جذور البقلاوة إلى قرون طويلة قبل العهد العثماني، حيث ظهرت فكرة طبقات العجين والمكسرات والعسل في حضارات الشرق القديم مثل ميزوبوتاميا واليونان وبيزنطة، ومع دخول العصر العثماني تطورت البقلاوة إلى شكلها الفاخر المعروف اليوم داخل مطابخ قصر طوب قابي في إسطنبول، وبعدها انتقلت إلى مصر وبلاد الشام لتصبح جزءًا أصيلًا من الحَلى الشرقية خصوصاً في رمضان والمناسبات، وهكذا تشكلت هوية البقلاوة كحَلى مشتركة متعددة الجذور بين حضارات المنطقة.

كيف أثّرت طرق التحضير القديمة على تطور البقلاوة؟

اعتمدت الحضارات القديمة على مكونات بسيطة لكنها أساسية: عجين رقيق، ومكسرات محمصة، وتحلية بالعسل أو قَطْر الحلويات، وهو الأساس الذي انطلقت منه البقلاوة. ومع تطور فنون الطهي في العصر العثماني، أُتقن فن فرد العجين حتى أصبح رقيقاً للغاية، وتطورت طرق الرصّ والخبز، مما حول البقلاوة من حَلى بسيطة إلى طبق فاخر يقدم على موائد السلاطين، هذا التطوير هو ما شكّل الطعم المميز الذي نعرفه اليوم.

البقلاوة العثمانية: من مطابخ إسطنبول إلى شهرة عالمية

مع توسّع الدولة العثمانية عبر الأناضول والبلقان وبلاد الشام ومصر، أصبحت إسطنبول مركزاً يجمع تقاليد الطهي من مختلف المناطق، وتشير المصادر إلى أن البقلاوة بصورتها الحديثة صُنعت داخل مطابخ قصر طوب قابي، حيث عمل طهاة القصر على ابتكار وصفات فاخرة تُقدّم للسلاطين والإنكشارية، كما ظهر أول ذكر واضح لها في القرن الخامس عشر في قصيدة للشاعر الصوفي Kaygusuz Abdal، ومن إسطنبول انتقلت البقلاوة إلى بلاد الشام والبلقان ومصر، لتصبح واحدة من أشهر الحَلى الشرقية.

كيف ساهم العثمانيون في ترسيخ هوية البقلاوة التركية؟

اعتمدت المطابخ العثمانية على إتقان فرد العجين حتى يصبح رقيقاً كالورق، مع رصّ الطبقات بدقة، وإضافة المكسرات الفاخرة قبل خبزها وسقيها بالقطر، وهذا الأسلوب المتقن في التحضير رسّخ شخصية البقلاوة التركية وأكسبها طابعاً فاخراً جعلها تُقدَّم في الاحتفالات الرسمية والطقوس السلطانية، ومع اتساع الإمبراطورية أصبحت وصفة البقلاوة نموذجاً يُحتذى في البلدان التي دخلت تحت الحكم العثماني، لتتحول من طبق خاص بالسلاطين إلى واحد من أشهر أصناف الحَلى في مختلف مناطق الشرق.

متى وصلت البقلاوة إلى مصر؟ وهل يمكن اعتبارها مصرية؟

وصلت البقلاوة إلى مصر خلال العهد العثماني، رغم أن المطبخ المصري كان يمتلك أنواعاً عديدة من الحَلى منذ العصور الفرعونية واليونانية الرومانية، وتذكر بعض الروايات الشعبية أن هناك نوعاً قريباً من البقلاوة كان معروفاً في العصر الفاطمي باسم “البَسطة”، لكن هذه الروايات غير مؤكدة علمياً.

وتشير المصادر المتخصصة إلى أن اسم “بقلاوة” نفسه جاء من اللغة التركية العثمانية، وأن انتشارها الواسع بدأ مع تزايد التأثير التركي والشامي على المطبخ المصري. وبعد ذلك تبنّى المصريون البقلاوة وأضافوا إليها لمساتهم الخاصة مثل:

  • استخدام عجين أكثر سماكة في بعض المناطق،
  • الاعتماد على مكسرات اقتصادية كالفستق المخلوط أو الفول السوداني.
  • تقديمها على شكل مربعات أو أصابع في الأفراح والمناسبات.

كيف أصبحت البقلاوة جزءاً من الهوية المصرية؟

مع مرور الوقت، أصبحت البقلاوة جزءاً ثابتاً من الحلويات الشرقية في مصر، خصوصاً في رمضان، وارتبطت بالضيافة والمناسبات العائلية، وبينما يعود أصلها النهائي إلى المطبخ العثماني، فإن المصريين أعادوا تشكيلها بأسلوبهم الخاص، مما منحها شخصية تختلف عن نظيرتها التركية.

بعد أن تعرفنا على أصل البقلاوة ورحلتها الطويلة بين حضارات متعددة، يتضح أنها ليست ملكاً لبلد واحد، بل تطورت عبر الزمن حتى وصلت إلى شكلها الحالي، وبعد دخولها إلى مصر، أصبحت جزءًا ثابتًا من الحَلى الشرقية التي يفضلها الجميع في رمضان والمناسبات، إنها حَلى لها قصة ممتدة، وكل دولة أضافت إليها بصمتها الخاصة.

  • الأسئلة الشائعة عن أصل البقلاوة

  1. من أي بلد جاءت البقلاوة؟
    يعود أصل البقلاوة إلى حضارات الشرق القديم، ثم تطورت بشكلها الحديث داخل المطبخ العثماني في إسطنبول قبل أن تنتشر في المنطقة.
  2. هل البقلاوة مصرية أم تركية؟
    البقلاوة تُعدّ تركية في أصلها العثماني، لكنها أصبحت جزءًا من الحلويات الشرقية في مصر بعد أن تبنّاها المصريون وأضافوا إليها لمستهم الخاصة.
  3. لماذا البقلاوة غالية الثمن؟
    لأنها تعتمد على مكونات مرتفعة التكلفة مثل الفستق والزبدة الحقيقية، إضافة إلى كثرة الطبقات ودقة التحضير التي تحتاج وقتًا ومهارة عالية.