فوائد خل التفاح وأضراره

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: 2019-11-24 آخر تحديث: 2024-03-06

يدعى خل التفاح باللغة الإنكليزية (Apple Cider Vinegar) أو اختصارًا ACV، لونه ذهبيّ أو أصفر شاحب، يحضَّر من هرس التفاح واستخلاص السائل منه، ثم تضاف الخمائر كي يتحوّل السكر الموجود في التفاح إلى كحول وغاز ثنائي أوكسيد الكربون (Co2).

بعدها توضع البكتيريا لنحصل في آخر المطاف على حمضي الخليك (Acetic Acid) والماليك (Malic Acid)، اللذين يعطيان خل التفاح مذاقه اللاذع.

سنبحث في هذه الفقرات المتتالية - مستندين إلى أحدث التجارب التي أجريت حول خل التفاح - عن تأثيراته المختلفة على أعضاء الجسم، وعلاقته بتخفيف الوزن وضبط سكر الدم:

خل التفاح للريجيم وتخفيف الوزن

تناقلت الشعوب أهمية خل التفاح في تخفيف الوزن، نظراً لاحتوائه على مضادات جرثومية وفطرية تقوّي المناعة، وتساعد على خسارة الوزن، ولاختبار صحة هذا الادعاء، أقيمت في اليابان عام 2009 تجربة على 155 شخصاً بديناً، قُسّموا إلى ثلاث مجموعات:

حيث أعطى للفرد الواحد من المجموعة الأولى كوباً من الماء أضيفت له ملعقة كبيرة من خل التفاح، بينما شرب أصحاب المجموعة الثانية كوباً من الماء مع نصف ملعقة كبيرة من هذا الخل.

أما الثالثة فقد منحوا أفرادها مشروباً كاذباً (Placebo)، على أن تقوم المجموعات الثلاث بتناول المشروب المخصص لها يومياً بعد الفطور وقبل النوم لمدة 12 أسبوعاً.

ولاحظ الأطباء المراقبون أن المجموعة الأولى قد حققت انخفاضاً في الوزن مقارنة بالمجموعتين الباقيتين، مع ضرورة التنويه إلى أن هذا الانخفاض تراوح ما بين 1.18 إلى 1.91 كيلو غراماً (2.6 إلى 4.2 باونداً).

وهذا لا يشكل انخفاضاً مهماً في الوزن إذا ما اعتمد ذوو الأوزان الزائدة على خل التفاح كمشروب أساسيّ لتخفيض وزنهم.

فنستنتج إذاً أن خل التفاح يعدّ عنصراً ثانوياً، يمكن إضافته إلى الحمية الغذائية الصحية التي تعتبر الأهم دائماً في تخفيف الوزن وضبطه، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

يمكن لخل التفاح أن يسبب تغييرات في امتصاص الأطعمة على مستوى الأمعاء، فقد أشار موقع (American Diabetes Association) إلى دراسة انطلقت عام 2004 بعد ازدياد أعداد المصابين بداء السكري من النمط الثاني.

وبيّنت نتائجها أن استعمال خل التفاح سيحسّن من حساسية الجسم تجاه الأنسولين، مما يقلل من مستويات سكر الدم، وينعكس بشكل إيجابيّ لدى مرضى السكري؛ فتنضبط مستويات السكر لديهم.

ومن جانب آخر، فقد بيّن تصريح الطبيب مايكل دانزينغر (Michael Dansinger) لموقع (WebMD) المتخصص بعرض أحدث الأخبار في مجالي الطب والصحة العامة، إلى أن الاعتماد على الخل بشكل أساسيّ لعلاج داء السكري.

"لا يختلف أبداً عن استعمال ملعقة شاي صغيرة لتفريغ قبو تغمره المياه!" بل وينصح المرضى بضرورة التركيز على اتباع حمية غذائية صحية ومفيدة.

وبينما يعاني أغلب مرضى السكري من خزل المعدة (Gastroparesis) – حالة مرضية تتمثل باضطراب حركية المعدة وتأخر إفراغها لنواتج هضم الأغذية - فإن استخدام خل التفاح قد يفاقم هذه المشكلة ويزيدها سوءاً.

وينوه الدكتور دانزينغر مجدداً إلى أن شرب الخل حتى لو كان ممدّداً سيرفع المستويات الحامضية في الدم مؤذياً بذلك الكلية والعظام، لذلك يوصى مرضى السكري باستشارة طبيبهم المختص قبل استعمال خل التفاح، مع أهمية مراقبة مستويات سكر الدم لديهم.

خل التفاح ودوره في ضبط شحوم وكولسترول الدم

نشرت دراسة في صحيفة التغذية البريطانية (British Journal of Nutrition) عام 2006، ورد فيها أن مجموعة من الأطباء قد أضافوا خل التفاح إلى حمية الفئران، ولاحظوا بعدها انخفاض مستويات الكولسترول والشحوم الثلاثية لديها.

وهي نتيجة إيجابية بالطبع، إنما لم يتم التأكد من تطابق هذه النتيجة مع استجابة البشر.

هذا ويحتوي خل التفاح على حمض الكلوروجينيك المضاد للأكسدة، الذي ظهرت أهميته في حماية جزيئات LDL من التأكسد، مما يقلل بدوره من مخاطر حدوث تصلب الشرايين، وأمراض القلب المختلفة.

خل التفاح والجهاز الهضمي

قد يفيد مشروب خل التفاح عند تناول وجبة غنية بالنشويات، نظراً لأن الأجزاء غير المهضومة من هذه الوجبة قد تستفيد منها البكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء. لكن هل يشعرنا هذا المشروب بالامتلاء والشبع فعلاً؟

كإجابة عن هذا السؤال، بيّنت دراسة أجريت في المملكة المتحدة عام 2014 على مجموعتين من الأفراد، أن خل التفاح لا يمنحك الشعور المرجوّ بالامتلاء إذا ما قارناه برغبتك الشديدة بالغثيان التي ترافقك حالما شربت هذا الخل.

فمن غير المعقول أن نعتمد على مشروب خل التفاح المثير للغثيان كي نتوقف عن تناول الطعام بكثرة، مع ضرورة التذكير إلى أن مشاكل السبيل الهضمي التي تحدث لدى مرضى السكري قد تشكّل مرحلة فارقة وهامة كي يراقبوا استهلاكهم لهذا الخل، ويحدّوا منه قدر الإمكان.

خل التفاح وتأثيره على الجلد

لسوء الحظ فإن أغلب مواقع الإنترنت تعمل على نشر فوائد خل التفاح في علاج بثور البشرة، وحب الشباب وحروق الشمس.

ولحرصنا الدائم على تقديم الأدق، فسنشير لك عزيزي القارئ إلى دراسة نشرتها صحيفة الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية "The Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology" عام 2015.

ذُكرَ فيها أن العلاجات المنزلية المطبّقة على الجلد، بما فيها خلّ التفاح، قد تكون مؤذية بل خطيرة جداً خصوصاً إذا طبقها الأطفال والمراهقون دون استشارة طبية مسبقة.

ولتوثيق المعلومة أكثر فقد سُجّلت حالة لفتاة في الحادية عشر من عمرها، قد ظهرت لديها تآكلات في بشرة أنفها بعد أن وضعت على شاماتها الموجودة عليه بعضاً من خل التفاح.

كما تأذت بشرة طفل صغير أيضاً بعد أن قامت والدته بفرك بشرته الملتهبة بقطنة غطستها بخل التفاح السائل.

وتذكر التقارير المرئية أو المكتوبة والمروجة لخل التفاح أنه يحوي على عوامل قاتلة للجراثيم دون وجود إثبات علمي حقيقي لهذا الادعاء.

نشير بدورنا إلى أنّ خلّ التفاح وبفعل حموضته المرتفعة، قد يقضي على جراثيم معيّنة لكونها لا تتحمل هذا الوسط الحمضي العالي، إنما لا علاقة لأية عوامل فعّالة خاصة يحتويها هذا الخل في قتل الجراثيم.

خل التفاح وعلاج الصُّداف

تجدر الإشارة إلى أن بعض الأفراد قد يطبقون خل التفاح على مناطق ظهور الصداف (حالة مزمنة تتشكل فيها لويحات سميكة متقشّرة تحت تأثير عوامل وراثية مناعية) وذلك لتخفيف الحكة.

وفي مقال نشره موقع (Medical News Today)، أشار كاتبه إلى أنّ هذا الاستخدام قد يسبب أذية بالغة للجلد خصوصاً إذا ما ترافقت الحكة بتخرب منطقة الصداف أو حدوث نزف.

أما عن فائدة تطبيقه على مناطق الصداف فلا يوجد إثبات علمي صريح أو دراسة واضحة بهذا الخصوص.

خل التفاح وتأثيره المضاد لإنتانات الحروق

قد يحدث أن تتجمع جراثيم ضارة عند وجود حرق جلدي، لا سيما أن هذا الحرق سيضعف الحاجز المناعي الذي يؤمنه الجلد ضد أنواع مختلفة من العوامل الممرضة.

وتشير دراسة قام بها باحثون من جامعة بيرمنغهام (University of Birmingham) في المملكة المتحدة وبالتعاون مع المعهد الوطني لأبحاث الصحة (The National Institute for Health Research) ومركز الأبحاث الميكروبية (The Microbiology Research Center) وذلك عام 2015.

تشير أن تطبيق تراكيز منخفضة من حمض الأستيك الممدد الموجود في خل التفاح، سيقضي بشكل فعّال على سلالات الجراثيم التي تستعمر حروق الجلد عادة.

ورغم النتائج التي توصل لها الباحثون بعد هذه التجربة، فقد أشار الطبيب مارك ويبير (Mark Webber) في مقال نشره موقع (Science Daily)، إلى أن تطبيق خل التفاح لم يصرّح استخدامه بشكل رسميّ عند حدوث الحروق.

فما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات والأبحاث قبل استخدام هذا الخل بشكل نهائيّ في حالات الحروق وإنتاناتها. ومن الضروري مراجعة أقرب مستشفى أو مركز صحي أو طبيب لدى حدوث الحروق بدلاً من وضع خل التفاح عليها.

خل التفاح وعلاج الإنتانات التناسلية

قد يلجأ البعض لاستعمال خل التفاح كعلاج لبعض الإنتانات أو التخلص من الحكة الشديدة التي تحدث على مستوى المهبل، إلا أن تطبيق الخل موضعياً في هذه المنطقة قد يزيد من سوء الالتهابات ويفاقمها.

مكونات خل التفاح

إذا ما تخيلنا أن هنالك ملفاً صنفت فيه العناصر المفيدة التي يحويها خل التفاح، فإننا سنجد كميات محددة منها، فهو يحتوي على فيتامين B1، B2، B6، C، البيوتين (Biotin)، النياسين (Niacin)، حمض الفوليك وحمض البانتوثينيك.

بالإضافة لما سبق، نجد في خل التفاح كميات ضئيلة من الصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والمغنزيوم، بالمقابل فإن 100 غرام منه تعادل 22 حريرة، تتضمن 0.4 غرام سكريات وبلا أي دسم أو بروتين أو كولسترول.

خل التفاح وتفاعلاته مع الأدوية

  1. أدوية القلب: وتحديداً الديجوكسين "Digoxin": إن استهلاك كميات كبيرة من خل التفاح ستنقص مستويات بوتاسيوم الدم، مما سيزيد من التأثيرات الجانبية المؤذية للديجوكسين.
  2. الأنسولين: يعمل الأنسولين على تخفيض بوتاسيوم الدم، فكما أشرنا في الفقرة السابقة، فإن الكميات الزائدة من خل التفاح ستفضي إلى النتيجة ذاتها فنحصل على مستويات منخفضة جدّاً من البوتاسيوم، وسينعكس ذلك سلباً على أعضاء الجسم المختلفة.
  3. المدرات البولية: بعض منها وليس جميع أنواعها ستؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، فاستهلاك خل التفاح بالتزامن مع استعمال هذه المدرات سيعطينا نتائج سيئة، يمكننا تجنبها بالامتناع عن استعمال خل التفاح لدى استخدامنا مدرات البول.

أنماط خل التفاح وكميات تناوله

يمكن لخل التفاح أن يُعبَّأ في قوارير جاهزة، نجدها على رفوف المحلات التجارية المختلفة، وهو رخيص مقارنة بالنمط الخامّ منه، أو الخل غير المصفّى (unfiltered) الغني بعناصره الصحية.

فهو يختلف عن النمط الأول المصفى باحتوائه على الرواسب، التي تضفي نكهة غير محببة إذا ما استعملناه كمنكه لأطعمتنا.

الكمية المسموح بها من خل التفاح

بما أنّ خلّ التفاح يعامل حتى وقتنا الحاضر كمستحضر لم تثبت أهميته بشكل علميّ دقيق، فإن الكميات الموصى بها لا تزال غير معروفة بدقّة، ومع ذلك فإن استهلاك خل التفاح بكميات كبيرة قد يرفع من المستويات الحامضية في دمنا.

مما يؤذي مختلف أجهزة الجسم ويؤثر سلباً على وظيفتها، لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، ينصح باستهلاك ملعقة كبيرة من خل التفاح أو ملعقتين كحد أقصى شرط تمديدها في كوب كبير من المياه.

وينبغي الإشارة أيضاً إلى وجود أقراص تحوي 285 ميليغرام من خل التفاح المميّه (dehydrated apple cinder vinegar) تباع في المحلات التجارية والأسواق.

تحذيرات هامة بخصوص خل التفاح

إن استعمال كميات بسيطة ومدة من هذا الخل هي آمنة وغير مضرة بصحتنا، أما الإفراط في استخدام خل التفاح أو استعماله لفترات طويلة سيسبب أذيات وعلى مستويات مختلفة في جسم الإنسان.

كتآكل مينا الأسنان، أو حروق مخاطية الفم والحنجرة، إضافة إلى حدوث الالتهابات والحروق إذا ما طُبّق موضعياً على سطح الجلد.

ولم تدرس تأثيرات استهلاك خل التفاح خلال فترتي الحمل والإرضاع، ولكي نبقى ضمن الحدود الآمنة، ينصح بعدم استعماله خلال هاتين الفترتين، ونذكّر مجدّدًا أن مرضى السكري ينبغي لهم استشارة طبيبهم الخاص قبل استعمال خل التفاح.

حقائق خل التفاح الغذائية

بالإضافة إلى الطعم اللاذع لخل التفاح فإنه يملك بعض العناصر الغذائية المهمة والضرورية لجسم الإنسان وصحته، وسنتعرف في هذه الفقرة على العناصر الغذائية الموجودة في خل التفاح:

العناصر الغذائية والسعرات الحرارية في 100 غم من خل التفاح

العنصر الغذائي

كميته في 100 غرام من الخل

الحريرات

50 حريرة

الكربوهيدرات

12.5 غرام

فيتامين C

1.5 ميلليغرام

الحديد

0.2 ميلليغرام

البوتاسيوم

58.3 ميلليغرام

الصوديوم

25 ميلليغرام

ختامًا، نستنتج معاً عزيزي القارئ أن لخل التفاح فوائد محدودة، ويجب علينا الالتزام بكميات محددة وقليلة منه، كي نتلافى تأثيراته الجانبية على مختلف أعضاء الجسم.