فوائد التمر
- بواسطة: بابونج تاريخ النشر: 2019-11-24 آخر تحديث: 2023-12-30
يُعرف التمر باسم طائر الفنيق حسب اللغة اللاتينية القديمة، وهو من أسرة النخيل والفواكه حلوة المذاق، لم تُعرف نشأته الأولى أو أين كانت لزراعته منذ زمن طويل، لكن من الممكن أن تكون بداياته في أراضي العراق.
يزرع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم، ويتراوح طول شجرة النخيل بين 70-75 قدم أي 21-23 متر.
أهمية ثمار التمر والعناصر الغذائية التي تحتويها
التمور غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف وتحتوي على الكالسيوم والكبريت والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمنغنيز والنحاس والماغنسيوم وكلها مفيدة للصحة.
وينصح خبراء الصحة بتناول التمر يومياً بشكل ضروري لاتباع نظام غذائي متوازن وصحي، والتمور واحدة من أفضل المكونات لتنمية العضلات ويستهلكها الناس في عدة طرق.
مثل خلط عجينة التمر مع الحليب أو اللبن، أو مع الخبز أو الزبدة لجعلها أكثر لذة، وهو مفيد للكبار والأطفال، وخصوصاً بعد التعافي من إصابة أو مرض (فترة النقاهة).
هناك العديد من العناصر الغذائية المهمة الموجودة في التمر، حيث يحتوي على عناصر غذائية وفيتامينات كثيرة تساعد الجسم على القيام بوظائفه الحيوية على أتم وجه، وهذه العناصر هي:
العنصر الغذائي |
كميته في 100 غرام من التمر |
277 حريرة |
|
75 غرام |
|
الدسم |
0.2 غرام |
اليروتين |
1.8 غرام |
فيتامين A |
149 وحدة دولية |
فيتامين K |
2.7 ميكروغرام |
فيتامين B6 |
0.2 ميلليغرام |
الكالسيوم |
64 ميلليغرام |
الحديد |
0.9 ميلليغرام |
المغنيزيوم |
54 ميلليغرام |
الفوسفور |
62 ميليغرام |
البوتاسيوم |
696 ميلليغرام |
الصوديوم |
1 ميلليغرام |
الزنك |
0.4 ميلليغرام |
النحاس |
0.4 ميلليغرام |
المنغنيز |
0.3 ميلليغرام |
21.3 غرام |
التمر مفيد لعلاج السكري
أثبتت دراسة أجراها طلاب قسم الكيمياء الحيوية في جامعة دمنهور بمصر، بالاشتراك مع طلاب قسم الصيدلية في كلية الطب البيطري بجامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، وكلية الصيدلية والعلوم الصحية في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية نُشرت في تموز/يوليو من عام 2016، أن:
"للتمر قدرة على معالجة مرض السكري"، حيث يعاني الكثير من الناس من داء السكري في الدم، ويمكن أن تستخدم الأعشاب لعلاج هذا المرض وكذلك التمر.
فالمعادن التي يحتويها لها دور حيوي في إدارة المغنيسيوم الذي يلعب دوراً أساسياً في تنظيم الأنسولين وامتصاص الجلوكوز، إذ يعمل الزنك على تشكيل الأنسولين والكروم يدعم عمله.
في حين يقوم السيلينيوم بامتصاص الجلوكوز، فهذا يؤدي إلى هضم الكربوهيدرات التي تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، إلا أن تناول التمر لمرضى السكري يجب أن يكون وفقا لتعليمات الطبيب المختص ووفقا لإرشاداته.
يعمل التمر على زيادة الخصوبة ويساهم في علاج المشاكل الجنسية
يمكن للتمر زيادة النشاط الجنسي من خلال الفينولات والهيدروكربونات وغيرها من المواد المضادة للأكسدة، حيث أثبتت ذات الدراسة سابقة الذكر؛ بأن التمر يعمل على "زيادة الخصوبة وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية".
فمن خلال المواد الكيماوية الثقيلة التي يحتويها التمر يعمل على زيادة الخصوبة وعلى استخراج الايثانول من الغدة الدرقية، تلك المادة التي يسبب نقصها؛ الضعف الجنسي وضعف الأعضاء الجنسية أيضاً.
كما وصلت هذه الدراسة إلى فوائد إضافية للتمر:
- تثبيط نمو الأورام في جسم الإنسان من خلال مضادات الأكسدة.
- طرد السموم من الكبد عن طريق البول وتقوية الكبد.
- طرد الجراثيم والبكتيريا وعلاج مشاكل الكلى.
- تهدئة الأعصاب.
الفوائد الصحية للتمر على الجهاز التنفسي
في دراسة أجراها موهان جان (Mohan Jain) من قسم العلوم الزراعية بجامعة هلنسكي عام 2016 كشفت أن الفيتامينات والمعادن الموجودة في التمر تساعد الجسم على إنتاج الهيموغلوبين.
ذلك البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والتي تحمل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، مما يساعد على تخليص الرئتين من الشوائب وبالتالي تعزيز صحة الرئتين.
التمر يحمي القلب ويخفض سكر الدم
التمر مفيد جداً في الحفاظ على صحة القلب، فاحتواؤه على البوتاسيوم يساعد على الحد من خطر السكتة الدماغية وغيرها من الأمراض المرتبطة بالقلب، كما أنه يساعد على الحد من الكوليسترول الضار بالجسم.
حيث أثبتت دراسة موهان جان "احتواء التمر على البوتاسيوم والصوديوم والألياف الطبيعية والسكريات مثل الجلوكوز، إلا أنها خالية من الدهون والكوليسترول وتمد الجسم بالطاقة، هو معدن أساسي يحتاجه الجسم".
بالتالي تحد هذه المكونات من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، وتضعف خطر الإصابة بتقلصات عضلة القلب، كما أن التمور تحتوي على شكلين من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان.
فتلك القابلة للذوبان تساعد في السيطرة على مرض السكري عن طريق خفض نسبة السكر في الدم وخفض ارتفاع الكولسترول، وتزيد من قدرة الجسم على معالجة المواد الغذائية عن طريق الجهاز الهضمي.
للتمر خصائص مضادة للأكسدة تحمي الدماغ وخلاياه
كشفت دراسة أجرتها كلية الصيدلة بجامعة مارا للتكنولوجيا في ماليزيا عام 2016 أن التمر يعالج نقص التروية في الدماغ، ومن خلال الأنزيمات المضادة للأكسدة الموجودة في التمور تعمل على إمدادها بالأوكسجين وإزالة البيروكسيدات الدهنية وبيروكسيد الهيدروجين.
بالتالي حماية الدماغ من التلف التأكسدي وحماية الخلايا الدماغية من الانكماش والضمور، وبذلك تعالج التمور نقص التروية الدماغية وغيرها من الأمراض العصبية.
زيادة الوزن بطريقة صحية تبدأ مع التمر
يُدرج التمر كجزء من نظام غذائي صحي، حيث يحتوي على السكر والبروتين والعديد من الفيتامينات الأساسية، كذلك عند تناول التمر مع الخيار يساعدك ذلك على إبقاء الوزن في مستواه الطبيعي، بدلا من الإفراط في التخسيس.
فكيلوغرام واحد من التمر يحتوي على ما يقارب 3000 سعرة حرارية، وهذه الكمية من السعرات الحرارية كافية لتلبية الاحتياجات اليومية لجسم الإنسان، فيمكن تناول التمر لزيادة الوزن وتقوية العضلات وإعادة بناء جسمك في حال خسرت بعض الوزن نتيجة تعرضك لإحدى الأمراض.
وتأكيداً لصحة هذا الكلام أجرت الباحثة أمانات علي من جامعة سلطان قابوس في عُمان عام 2014 دراسة أثبتت من خلالها أن التمر يحتوي على نسبة عالية من الدهون والبروتينات، وتزداد نسبة البروتين والدهون بعد التجفيف.
ويرجع ذلك إلى فقدان الرطوبة مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأحماض الأمينية بعد النضوج، وزيادة الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، إضافة لذلك، فالتمر يعالج فقر الدم.
إذ يعتبر وجبة غذائية مكملة للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم لاحتوائه على مستويات عالية من الحديد، نتيجة لذلك فإنه يساعد على منح الطاقة للجسم وتناقص مستوى الخمول.
تعمل مضادات الأكسدة في التمر على تثبيط الجراثيم
من خلال دراسة مشتركة بين قسم تكنولوجيا الأغذية بجامعة الاسكندرية في مصر، وكلية الزراعة وعلوم الحياة في جامعة لينكولن في نيوزيلندا عام 2015 وُجد أن التمور تحتوي على مضادات الأكسدة متل الفينول، حمض الكافيك، والكاتيكول، التي تشكل مضادات للجراثيم والبكتيريا ويقوم بتثبيطها داخل الجسم.
فوائد أخرى للتمر
- معالجة الإمساك: الألياف الطبيعية القابلة للذوبان الذي يحتويه التمر؛ تساعد على تليين المعدة وتسهيل الهضم.
- تقوية العظام: التمر يحدّ من هشاشة العظام والأمراض التي تصيبها؛ لاحتوائه على السيلينيوم والمنجنيز والنحاس.
- الحساسية: احتوائه على الكبريت (هذا العنصر غير موجود في الكثير من الأطعمة) يحدّ من حساسية الأنف المفرطة.
- تسوس الأسنان: يحتوي التمر على عنصري السيلينيوم والفلور يمكن أن يكون مفيدا في حماية الأسنان ضد التسوس.
- التمر علاج أساسي لضعف الجهاز العصبي والضعف الجنسي والعمى الليلي والتسمم أيضاً.
أسماء التمر في مختلف بلدان العالم العربي
ربما لا يمتلك التمر العديد من الأسماء في البلدان العربية إلا أنه بالتأكيد من أشهر المواد الغذائية في العالم حيث يملك التمر شعبية كبيرة ويستهلك بشكل واسع في الوطن العربي.
من أسماء التمر الغريبة هو "بوستحمي" وهو اسم من أسماء التمر المغربي، أما في الجزائر فيطلق عليه اسم "البلح" أو "غيوان" أو "منقر"، في حين أنه يسمى في تونس باسم "الدقلة".
ثمار مباركة من شجرة أسطورية لا تموت
ذُكر التمر أكثر من 50 مرة في الكتاب المقدس، و20 مرة في القرآن الكريم، ويعتبر التمر من المحاصيل الرئيسية في العراق والسعودية والمغرب لأهميتها في الثقافة الإسلامية.
وكونها وجبة استهلاكية أساسية مع الحليب واللبن والزبادي في شهر رمضان عند الإفطار، وذُكر في القرآن الكريم أن الله تعالى أوصى مريم بتناول التمر بعد ولادتها للسيد المسيح.
أنواعه واستخدامات متعددة لثمار وبذور الشجرة
يوجد أصناف متنوعة من ثمار التمر في كل منطقة، ولعل أشهر تسمياتها في المنطقة العربية: عبيل وحليمة في ليبيا، عجوة في المدينة المنورة، الخنيزي في قطيف بالسعودية.
أمير الحاج في العراق، عبد الرحيم وبركاوي وبرير في السودان، دباس وخينايزي ولولو في الإمارات، دفلة نور واتيما في الجزائر، فردة في عمان، كنتا في تونس.
استخدامات التمر المتعددة
التمور غنية بالألياف الطبيعية والبوتاسيوم، كذلك البروتين، النحاس، الفلور، المغنزيوم، المنغنيز والزنك، لذلك يُستخدم التمر في صنع الصابون ومستحضرات التجميل كونه يحتوي على نسبة 4.5% من حمض اللوريك، وتحرق بذوره لتستخدم كفحم للفضة أو تطحن وتوضع مع القهوة.
تؤكل ثمار التمر كما هي، أو تحشى باللوز، الجوز، الجبن أو الفواكه، ويستخدم في مجموعة واسعة من الأطباق والحلويات، وفي صناعة الخبز والكعك، أو تستخدم كمشروبات في المناسبات الخاصة في بعض المناطق الإسلامية.
كذلك يُستخدم في أجزاء واسعة من الهند لصناعة النبيذ، وفي الباكستان وبنغلادش وأجزاء كبيرة من إفريقيا في صناعة شراب التمر.
حيث يتم تحضيرها من خلال وضع ثمار التمر في وعاء وإحكامه، وبعد يوم من هذه العملية يُضاف إلى الناتج عصير الليمون والماء المغلي والسكر ليصبح بعدها جاهزاً للشرب، لكن إذا تُرك بعد ذلك لعدة ساعات وتبعاً لدرجة الحرارة يمكن أن تتخمر وتصبح مشروباً كحولياً.
يُستخدم (ورق) سعف النخيل عند المسيحيين في عيد الشعنينة، كما يُستخدم في شمال إفريقيا لصنع الأكواخ والسلال، وفي صناعة العصي والمكانس وسنارات الصيد والوقود.
وفي صنع القبعات، بالإضافة إلى أنه يستخدم في الباكستان في صنع مشروبات لزجة وسميكة، ويستخدم في طلاء الحقائب أيضاً، وفي سد الأنابيب لمنع التسرب.
التمر في رحلة حول العالم.. بدأت في الألف السادس قبل الميلاد
كان التمر الغذاء الرئيسي لسكان الشرق الأوسط ووادي السند للآلاف من السنين، وهناك أدلة على زراعته في المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية قبل 6000 سنة قبل الميلاد أي ما يعرف بالعراق اليوم.
وزُرع قبل 4000 سنة في مصر واستخدمه قدماء المصريين في صنع النبيذ وتناولوه أثناء الحصاد، كما زُرع قبل حوالي 7000 سنة في مهرغاره ما يعرف اليوم بغرب باكستان.
فطالت زراعته الكثير من الحضارات ووصلت قبل 2000 سنة قبل الميلاد إلى وادي السند، وفي أوقات لاحقة ومن خلال التجار، وصل التمر إلى غرب وجنوب آسيا وإلى إسبانيا وشمال إفريقيا، وتم إدخاله إلى المكسيك وكاليفورنيا أثناء البعثة التبشيرية عام 1765.
مراحل تمر بها ثمار التمر حتى تصبح جاهزة للأكل
النخيل ثمر ثنائي الجنس، إلا أن الذكور منها منفصلة عن الإناث، وأغلب الشتلات تكون إناث وتثمر بسهولة لكنها أقل جودة، لذلك يعتمد معظم المزارعين عند زراعة النخيل على عملية القص من أعمدة النخيل وزرعها.
فتثمر بعد 2 أو 3 سنوات، كما أن التلقيح يتم يدوياً، فكل غصن ذكر يمكن أن يلقح أكثر من 100 شجرة أنثى لجودته في ذلك فقط وليس في الثمار.
وتنضج ثمار التمر على أربع مراحل، وتسمى في المنطقة العربية كالتالي: كمري (أي غير ناضج)، خَلال (أي أصبحت كاملة الحجم)، روتاب (أي ناضجة ولينة)، والتمر (أي أصبحت الثمار ناضجة وجففتها الشمس وأصبحت جاهزة للأكل).
أخيراً.. شجرة النخيل وثمار التمر ليست غريبة عن أحد، وليست فاكهة ترتبط بالطابع العربي أو الغربي - على الرغم من مكانة التمر في مجتمعاتنا - وهي ذات فائدة مذهلة تكسب الجسم الطاقة والقوة، وتمنح المذاق الرائع على سفرة الكثير من المجتمعات.