هل تموت البكتيريا في المجمد؟ الحقيقة التي تخفيها أرفف المجمد

مقالات ذات صلة

طريقة عمل السجق المجمد أو النقانق المجمدة بالصور

طريقة عمل الجمبري المجمد

طريقة عمل الجمبري المجمد بالصلصة

هل تموت البكتيريا في المجمد؟ هذا السؤال يتردد على ألسنة كثيرين ممن يحرصون على سلامة طعامهم. وبين المعتقدات الشعبية والواقع العلمي، تضيع الحقيقة أحيانًا. في هذا المقال نغوص في أسرار التجميد، ونكشف لكِ كيف تتصرف البكتيريا في درجات الحرارة المنخفضة، وما إذا كان المجمد فعلاً هو الحصن الآمن لحفظ الطعام، أم أن هناك ما يجب الحذر منه.

هل تموت البكتيريا في المجمد؟ تفسير الخبراء

الجواب المختصر والواضح: لا، البكتيريا لا تموت في المجمد، بل تدخل في حالة سكون. ولكن ما يحدث فعلاً عند عند وضع الطعام في المجمد (الفريزر) بدرجة حرارة 0 مئوية أو أقل هو توقف البكتيريا عن النشاط والتكاثر بسبب البرودة الشديدة. لكنها لا تُقتل بالكامل، بل تدخل في حالة "بيات" مؤقت، ويمكنها أن تعود للنشاط والتكاثر بمجرد ذوبان الثلج وعودة الدفء للطعام.

ماذا يقول الخبراء؟

بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومراكز مكافحة الأمراض (CDC)، التجميد لا يقتل جميع أنواع البكتيريا، مثل: السالمونيلا والإشريكية القولونية، لكنه يوقف نموها مؤقتًا. بعض الفيروسات والطفيليات قد تضعف أو تموت عند التجميد العميق لفترات طويلة، لكن لا يمكن الاعتماد على المجمد كوسيلة لتعقيم الطعام.

لماذا لا تموت جميع البكتيريا في المجمد؟

تعتبر بعض البكتيريا شديدة المقاومة، وتتمتع بآليات تمكنها من البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المنخفضة. على سبيل المثال، البكتيريا التي تُشكِّل الأبواغ، مثل: البكتيريا العصوية يمكنها البقاء حية حتى تحت تجميد شديد. عند إزالة الطعام من المجمد، تنشط هذه البكتيريا مجددًا، وتبدأ في التكاثر إذا كانت الظروف مناسبة.

عوامل تؤثر في نمو البكتيريا

نظرًا لكون الإجابة على السؤال: "هل تموت البكتيريا في المجمد" هو لا، فما هي العوامل التي تؤثر في نمو البكتيريا؟ تنمو البكتيريا في بيئات محددة تتوفر فيها الظروف المناسبة من حرارة، رطوبة، مغذيات، ووقت.  وتُعد معرفة هذه العوامل ضرورية للحفاظ على سلامة الغذاء والصحة العامة؛ إذ تساعدنا على التحكم بانتشار البكتيريا في الأطعمة والمحيط. فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر في نمو البكتيريا.

درجة الحرارة

البكتيريا تحب الدفء، وتنمو بشكل أسرع في درجات الحرارة ما بين 5 إلى 60 درجة مئوية، وهي ما تعرف بـ"منطقة الخطر". في هذه الدرجة، يمكن أن تتضاعف أعداد البكتيريا خلال دقائق. التبريد تحت 5 درجات مئوية يبطئ نموها، بينما الطهي عند درجات حرارة عالية (أكثر من 75 مئوية) يقتل معظم الأنواع الضارة.

الرطوبة

الرطوبة عنصر أساسي في نمو البكتيريا، فهي تحتاج للماء لتقوم بعملياتها الحيوية. الأطعمة الرطبة، مثل: اللحوم المطبوخة والفاكهة المهروسة تكون بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، بخلاف الأطعمة الجافة، مثل: البقوليات أو البسكويت التي تقاوم نمو البكتيريا لفترة أطول.

توفر الغذاء

حالها كحال غيرها من الكائنات الحية، تحتاج البكتيريا إلى مغذيات لتعيش وتنمو. الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم، والحليب، والبيض تُعد مغذية للبكتيريا. لذلك، فإن هذه الأطعمة تُعدّ من الفئات الأكثر حساسية، ويجب التعامل معها بحذر من حيث التخزين والطهي.

الزمن

كلما طال وقت بقاء الطعام في درجة حرارة غير مناسبة، زادت فرصة نمو البكتيريا عليه. لذلك يُنصح بعدم ترك الطعام المطبوخ خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين. الوقت من أهم العوامل التي نغفل عنها فيما يتعلق بحفظ وتخزين الطعام، ولكنه مسؤول مباشر عن تكاثر البكتيريا وانتشارها فيه.

درجة الحموضة

البكتيريا لا تحب البيئة الحمضية. لذلك فإن الأطعمة ذات الحموضة العالية، مثل: الطماطم، والليمون، والخل تعيق نمو الكثير من أنواع البكتيريا. على العكس، البيئة القلوية أو المحايدة أكثر ملاءمة لنموها، مثل: الحليب، والبيض.

وجود الأكسجين

بعض أنواع البكتيريا تحتاج إلى الأوكسجين لتنمو (هوائية)، وأخرى تنمو بدونه (لاهوائية). لذا، طرق حفظ الطعام، مثل: التفريغ الهوائي (Vacuum Sealing) تقلل من وجود الأكسجين، وتساعد على إبطاء نمو البكتيريا الهوائية بشكل فعال.

الطرق العلمية لدراسة تأثير التجميد على البكتيريا

تم إجراء العديد من الدراسات العلمية حول هذا الموضوع باستخدام تقنيات، مثل: الزراعة البكتيرية على الطعام المجمد، ومراقبة نموها بمجرد إزالة التجميد. وتُشير نتائج الأبحاث إلى أن التجميد يُقلل من نشاط البكتيريا لكنه لا يقضي عليها بالكامل. من الأمثلة على ذلك دراسة أجريت على السالمونيلا في اللحوم المجمدة؛ حيث أظهرت نتائج التجربة أن البكتيريا لم تُقتل تمامًا، لكنها بقيت غير نشطة خلال فترة التجميد.

أخطاء شائعة في التعامل مع الطعام المجمد

يسود اعتقاد خاطئ بأن وضع الطعام في المجمد يقتل الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. هذا الاعتقاد يُمكن أن يؤدي إلى ممارسات غذائية غير سليمة، مثل: استهلاك الطعام مباشرةً بعد إذابة التجميد دون طهيه. لذلك، من المهم أن يدرك الأشخاص أن التجميد هو إحدى طرق الحفظ وليس وسيلة للتطهير.

إعادة تجميد الطعام: هل هي آمنة؟

بما أن إجابة سؤالكِ "هل تموت البكتيريا في المجمد؟" لا، فيجب الإشارة إلى أن إعادة تجميد الطعام بعد إذابته له آثاره الضارة؛ حيث يُمكن أن يزيد من فرص نمو البكتيريا التي نجت خلال عملية التجميد الأصلية. لذلك، يُنصح بتجنب إعادة تجميد الطعام، خاصةً إذا بدأت تظهر عليه علامات التلف، مثل: الرائحة الكريهة، أو التغير في اللون.

الإرشادات المثلى لضمان سلامة الطعام المجمد

تجميد الطعام من أكثر الطرق فاعلية لإطالة عمره الافتراضي ومنع نمو البكتيريا، لكنه لا يضمن السلامة التامة ما لم يتم اتباع خطوات صحيحة في التخزين والتعامل. لضمان أن الأطعمة المجمدة تبقى آمنة وصالحة للاستهلاك، يجب الانتباه لبعض القواعد الأساسية التي تحافظ على الجودة وتمنع التلوث.منها:

• تجميد الطعام الطازج فورًا: كلما حرصتي على تجميد الطعام بسرعة بعد شرائه أو طهيه، زادت فرص الحفاظ على نكهته وقيمته الغذائية، ومنعت نمو البكتيريا قبل التجميد.
• استخدام عبوات محكمة الإغلاق: يُفضل تخزين الطعام في أكياس أو علب مخصصة للتجميد لمنع تعرضه للهواء والرطوبة، وبالتالي تجنب الحروق الناتجة عن التجميد (Freezer Burn).
• وضع تاريخ التجميد: تدوين تاريخ التخزين على كل عبوة يضمن استخدام الأطعمة وفق أولوية التجميد، ويمنع تركها لفترات طويلة تؤثر على الجودة.
• تجنب تجميد الطعام أكثر من مرة: إعادة تجميد الطعام بعد إذابته قد تؤدي إلى تدهور الطعم، وزيادة احتمالية التلوث البكتيري.
• ضبط حرارة المجمد عند -18°C أو أقل: الحفاظ على درجة حرارة منخفضة وثابتة يمنع نمو أي بكتيريا، ويضمن سلامة الطعام على المدى الطويل.
• إذابة الطعام بطريقة آمنة: يجب إذابة الطعام في الثلاجة أو باستخدام الميكروويف وليس بدرجة حرارة الغرفة، لتفادي بقاءه في منطقة الخطر البكتيري.
• التحقق من المظهر والرائحة قبل الطهي: بعض الأطعمة قد تتغير بفعل التخزين الخاطئ، لذا من المهم فحصها قبل الاستخدام للتأكد من سلامتها.

دراسات إحصائية حول تأثير التجميد

وفقًا للدراسات الإحصائية التي أجرتها مراكز البحث في السلامة الغذائية، فإن التجميد يقلل من نشاط البكتيريا بنسبة تصل إلى 90% في الظروف المثلى. ومع ذلك، هذا لا يعني القضاء الكامل عليها. من المهم أن تكون عمليات الطهي لاحقة للتجميد باستخدام درجات حرارة عالية تصل إلى 75 درجة مئوية لضمان قتل الكائنات الدقيقة الضارة بالكامل.

التجميد كوسيلة لحفظ الطعام

يُعتبر التجميد إحدى الوسائل الأكثر شيوعًا لحفظ الطعام؛ حيث يحمي الطعام من التلف الناتج عن النمو السريع للكائنات الدقيقة. ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن التجميد وحده ليس كافيًا لضمان سلامة الطعام بالكامل، بل يجب دمجه مع ممارسات أخرى، مثل: الطهي السليم، والفحص الدوري للتجميد الطويل.

الاتجاهات المستقبلية في حفظ الطعام

مع تقدم التكنولوجيا، يجري تطوير تقنيات جديدة لحفظ الطعام بشكل أكثر أمانًا وفعالية بالتوازي مع التجميد. على سبيل المثال، تقنية التجميد بالتبريد السريع التي تُقلل من تكاثر البكتيريا بشكل أكبر مقارنةً بالتجميد التقليدي. هذه التقنية تتيح تحسنات ملموسة في الحفاظ على جودة وسلامة الأغذية.

بعد أن أجبنا على سؤال: هل تموت البكتيريا في المجمد؟ يتّضح أن التجميد يبطئ نشاط البكتيريا لكنه لا يقتلها بالضرورة. لذلك، لا تكتفِ بالتجميد كوسيلة وحيدة لضمان السلامة، بل احرصي على النظافة، والتسوية الجيدة، ومدة التخزين الآمنة. وكوني واعيةً أكثر لما تسمينعه من نصائح قد تكون مجرد خرافات تتناقلها الأجيال.

مقالات ذات صلة:

كيف أعرف الدجاج الفاسد؟ دليل شامل للتفريق بين الطازج والفاسد

أطعمة لا يجب الاحتفاظ بها في الفريزر...تعرفي عليها

طرق حفظ الخضراوات في الفريزر