أضرار أكياس الشاي: الميكروبلاستيك والمخاطر الصحية
تحذيرات صحية من أضرار أكياس الشاي ودورها في إدخال الميكروبلاستيك والمركبات الكيميائية إلى المشروب اليومي.
- تاريخ النشر: 2025-12-19 زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
ازدادت في السنوات الأخيرة التساؤلات حول أضرار أكياس الشاي وتأثيرها المحتمل على الصحة، خاصة مع انتشار الأخبار عن الميكروبلاستيك والمواد الكيميائية في بعض أنواع الأكياس، فمع أن الشاي نفسه يُعد مشروبًا شائعًا ومرتبطًا بفوائد صحية في كثير من الدراسات، فإن شكل تعبئته وطريقة تصنيعه قد يضيفان طبقة أخرى من المخاطر غير الملحوظة، بعض الأبحاث الحديثة لفتت الانتباه إلى أن أكياس الشاي ليست مجرد ورق بسيط، بل قد تحتوي على بلاستيك أو مواد مقوية للورق أو بقايا تبييض، هذا يدفع المستهلك إلى طرح سؤال مهم، هل ما نشربه هو شاي فقط أم مزيج من مركبات إضافية أيضًا؟ في هذا السياق يأتي دور التوعية بالمكونات وطبيعة هذه الأكياس.
من ماذا تصنع أكياس الشاي؟
تُصنع أكياس الشاي تقليديًا من ألياف السليلوز المستخرجة من لب الخشب أو النباتات، ثم تُعالَج لتصبح أكثر قوة وتحملًا للماء الساخن، وفي السنوات الأخيرة انتشرت أكياس مصنوعة من البلاستيك مثل النايلون أو البوليستر أو مزيج من الألياف البلاستيكية والورقية، بعض الشركات تضيف مادة كيميائية تُسمى إيبيكلورهيدرين Epichlorohydrin إلى الورق ليزداد تماسكه عند البلل ويتحمل النقع في الماء المغلي، كما يمكن أن تدخل مركبات أخرى مرتبطة بعمليات التبييض بالكلور أو مواد لاصقة تُستخدم في إغلاق الكيس، وتشير مراجعات علمية حديثة إلى أن أكياس الشاي قد تكون مصدرًا مهمًا للميكروبلاستيك والنانو بلاستيك عند تعريضها للماء الساخن بدرجات قريبة من الغليان.
أضرار أكياس الشاي على الصحة: ما الذي تقوله الأبحاث؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المخاطر الصحية في أكياس الشاي ترتبط بمواد تصنيعها، إذ قد تطلق الأكياس البلاستيكية جزيئات ميكروبلاستيك ونانو بلاستيك مع الماء الساخن، بينما قد تحتوي الأكياس الورقية على مواد مقوية يحتمل أن تكون ضارة عند الاستخدام المتكرر. ورغم أن الكميات عادة منخفضة، فإن تراكمها اليومي ما زال تحت البحث العلمي. وفيما يلي نستعرض أهم الجوانب المرتبطة بهذه الأضرار.
الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك في المشروب
تشير دراسات حديثة إلى أن بعض أكياس الشاي المصنوعة من البلاستيك تطلق مليارات الجزيئات الدقيقة عند وضعها في الماء الساخن، وتشمل هذه الجزيئات الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك التي لا تُرى بالعين المجردة. ورغم أن الكمية في الكوب الواحد قد تختلف بين دراسة وأخرى، فإن وجودها أصبح مؤكدًا في كثير من الاختبارات، وما زال تأثير ابتلاع هذه الجزيئات على صحة الإنسان غير محسوم، لكن هناك مخاوف من تراكمها داخل الجسم مع الاستهلاك اليومي، ولهذا يعتبر تقليل استخدامها خطوة احترازية منطقية خصوصًا لمن يستهلك الشاي المعبأ بانتظام.
المواد الكيميائية المقوّية للورق والتصنيف المسرطن
تعتمد الأكياس الورقية في كثير من الشركات على مواد مقوية تُضاف لزيادة قوتها أثناء الغمر في الماء الساخن، وأبرزها مادة إيبيكلورهيدرين المصنفة كمادة قد تحمل مخاطر محتملة عند التعرض المزمن. وقد أظهرت تحاليل مخبرية أن بعض أكياس الشاي الورقية يمكن أن تطلق كميات صغيرة من هذه المركبات عند النقع، وهو ما يفتح باب القلق رغم أن الكمية قد تكون منخفضة في العادة. ويشير بعض الباحثين إلى أن الخطر يرتبط بالاستخدام المستمر لسنوات طويلة وليس بالجرعة الواحدة، لذلك فإن وعي المستهلك بمكونات الأكياس يعد جزءًا مهمًا من تجنب أضرار أكياس الشاي اليومية.
هل أكياس الشاي تسبب السرطان مباشرة؟
يطرح الكثيرون سؤالًا مهمًا: هل أكياس الشاي تسبب السرطان بشكل مباشر؟ وحتى الآن لا توجد أدلة قاطعة تثبت وجود علاقة واضحة بين استخدامها وارتفاع نسب الإصابة بالسرطان لدى البشر، فمعظم الدراسات تشير إلى أن الشاي نفسه قد يحمل فوائد صحية، بينما يظل الجدل محصورًا في المواد المستخدمة في تصنيع الأكياس وطرق معالجتها، بعض المركبات المرتبطة بالتصنيع قد تُصنف كمحتملة الخطورة في ظروف معينة، لكن ذلك يعتمد على نوعية المنتج وطول مدة التعرض، وبالتالي فإن تقييم المشكلة يحتاج إلى فهم الفروق بين أنواع الشاي وطبيعة الأكياس أكثر من اعتبارها خطرًا مباشرًا على الصحة.
الحرارة ومدة النقع وتراكم التعرض اليومي
تلعب درجة حرارة الماء ومدة النقع دورًا مهمًا في كمية المواد المنطلقة من أكياس الشاي، إذ تزيد الحرارة المرتفعة من احتمال تحرر الجزيئات الدقيقة والمواد الكيميائية المرتبطة بالتصنيع. كما يشير خبراء تقييم المخاطر إلى أن الاستهلاك اليومي المستمر قد يرفع مستوى التعرض التراكمي بمرور السنوات، مقارنة بمن يشرب الشاي بشكل متقطع، ومع ذلك فإن أغلب التقديرات الحالية ترى أن التعرض في الجرعات العادية لا يصل إلى مستوى الخطر الحاد، لكن تبقى النصائح الحديثة موجهة نحو تقليل مصادر المواد غير الضرورية، ولهذا يُعد اختيار بدائل أكثر أمانًا خطوة منطقية للحد من أضرار أكياس الشاي على المدى الطويل.
كيف نختار ونستخدم أكياس الشاي بطريقة أكثر أمانًا؟
يبحث الكثير من محبي الشاي عن طرق تجعل تجربتهم اليومية أكثر أمانًا دون التخلّي عن راحتهم، خصوصًا مع تزايد النقاش العلمي حول المواد المستخدمة في تصنيع بعض أكياس الشاي، وخلال السنوات الأخيرة ظهرت توصيات واضحة تقلل من التعرض للجزيئات والمركبات غير المرغوبة، ومع اتباع خطوات بسيطة يمكن تقليل المخاطر المحتملة وجعل كوب الشاي أكثر نقاءً وجودة.
- تفضيل الشاي السائب مع استخدام مصفاة زجاجية أو فولاذية بدل الأكياس البلاستيكية.
- اختيار أكياس مذكور عليها أنها خالية من البلاستيك وغير معالجة بمواد كيميائية قوية.
- تجنب غلي الكيس نفسه، والاكتفاء بسكب الماء الساخن فوقه وتركه وقتًا قصيرًا فقط.
- التنويع في مصادر الشاي وعدم الاعتماد على نوع مجهول المصدر لفترات طويلة.
- متابعة التوصيات الصحية الحديثة لأن فهم المخاطر المرتبطة بالأكياس يتطور باستمرار.
توضح الأدلة الحالية أن التعامل الذكي مع أكياس الشاي يمكن أن يقلل بشكل كبير من أضرار أكياس الشاي المرتبطة بمواد التصنيع، ورغم أن كثيرًا من المنتجات آمنة للاستخدام اليومي، فإن الوعي بنوعية الأكياس وكيفية نقعها يمنح المستهلك تحكمًا أفضل في جودة مشروبه، كما أن البحث المستمر في هذا المجال قد يكشف مستقبلًا تفاصيل أكثر حول تأثير هذه المواد على المدى الطويل، وفي النهاية، يبقى الاعتدال والاختيار الواعي هما أفضل وسيلة لتقليل أضرار أكياس الشاي وجعل التجربة أكثر صحة.
شاهد أيضاً: طريقة تحضير الشاي المتبل السوداني بنكهات مميزة
-
الأسئلة الشائعة
- ما هي المواد المستخدمة في تصنيع أكياس الشاي؟ تُصنع أكياس الشاي تقليديًا من ألياف السليلوز المستخرجة من لب الخشب أو النباتات، وتُعالج لتحمل الماء الساخن. في السنوات الأخيرة، ظهرت أكياس مصنوعة من البلاستيك مثل النايلون أو البوليستر وقد تحتوي على مواد كيميائية مثل إيبيكلورهيدرين لزيادة قوتها.
- ما هي المخاطر الصحية المحتملة لأكياس الشاي؟ المخاطر الصحية ترتبط بالمواد المستخدمة في تصنيع الأكياس، مثل إطلاق جزيئات ميكروبلاستيك ونانو بلاستيك عند تعرضها للماء الساخن، بالإضافة إلى مواد كيميائية يحتمل أن تكون ضارة مثل إيبيكلورهيدرين.
- هل أكياس الشاي تسبب السرطان بشكل مباشر؟ لا توجد دلائل قاطعة ترتبط باستخدام أكياس الشاي بارتفاع نسب الإصابة بالسرطان، ولكن بعض المواد الكيميائية المرتبطة بالتصنيع تُصنف كمحتملة الخطورة في ظروف معينة.
- كيف يمكن تقليل المخاطر المرتبطة باستخدام أكياس الشاي؟ يمكن تقليل المخاطر عن طريق تفضيل الشاي السائب واستخدام مصفاة زجاجية أو فولاذية بدلًا من الأكياس البلاستيكية، واختيار أكياس خالية من البلاستيك، وتجنب غلي الكيس أو استخدامه لفترات طويلة.
- ما تأثير درجة الحرارة ومدة النقع على المخاطر؟ ارتفاع درجة حرارة الماء ومدة النقع يزيد من احتمال تحرر الجزيئات الدقيقة والمواد الكيميائية المرتبطة بالتصنيع، مما يرفع مستوى التعرض التراكمي مع الاستهلاك اليومي.


