من أين تأتي الأحلام وما أنواعها

أنواع الأحلام والفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس

  • تاريخ النشر: الخميس، 28 مايو 2020 آخر تحديث: الخميس، 02 يونيو 2022

يعد عالم الأحلام معقداً، لأنها نتاج لعدة عوامل منها الأحداث التي تحدث لنا ورغباتنا وحالتنا النفسية وغيرها، كما يمكن أن تكون إشارة لشيء أو حدث ما. فما أنواع الأحلام في علم النفس؟ وما أنواع الأحلام في الإسلام؟ وما الاختلاف بين الرؤيا والحلم وحديث النفس؟ وما حقيقة الأحلام علمياً؟  كل ذلك وأكثر سنُجيب عنه في هذا المقال:

أنواع الأحلام في علم النفس

صنّف العلماء أنواع الأحلام في علم النفس إلى 10 أصناف، وهي كما يلي: [1]

  • أحلام اليقظة: وهي الأحلام التي تحدث بين حالة اليقظة الكاملة وبداية النوم، وغالبا ما يكون ذلك عندما يسرح المرء بخياله وينفصل تماماً عن الواقع المحيط به.
  • أحلام اليقظة الكاذبة: وهي الأحلام التي تُوهم الشخص بأنه استيقظ من نومه وباشَر بممارسة نشاطاته اليومية، ثم يكتشف أنه نائم.
  • الأحلام الجليلة: وهي الأحلام التي يُدرك الشخص خلال حدوثها أنه يحلم، ثم يختار بين إكمال الحلم والتحكم بأحداثه أو الاستيقاظ من النوم.
  • الأحلام المتكررة: وهي الأحلام التي يتكرر وقوعها باستمرار مع بعض التغييرات البسيطة في أحداثها، وقد فسّر علماء النفس هذا النوع من الأحلام بأن الشخص يواجه مشكلةً ما ولم يتمكّن من معالجتها، في حين تتوقف رؤيته لهذه الأحلام بمجرد حل المعضلة.
  • الأحلام المتطورة: وهي الأحلام التي تكتمل أحداثها على مدار الليالي المتتالية، وكأنها تصنع سلسلةً مترابطة من الأحلام.
  • الكوابيس: وهي الأحلام المُخيفة والمُفزعة، وتُعد من أكثر أنواع الأحلام في علم النفس شيوعاً، وقد فسّر علماء النفس حدوث الكوابيس بالضغوط النفسية التي يعيشها الإنسان، مُشيرين إلى أن المرضى النفسيين والأفراد الذين يعانون من الاكتئاب مُعرّضون لرؤية الكوابيس أكثر من غيرهم.
  • الأحلام المتبادلة: وهي الأحلام التي يراها شخصان في الوقت ذاته، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة اشتراك هذين الشخصين بالعمل والهدف ذاته.
  • أحلام الإشارات: وهي الأحلام التي تُشكّل إشارةً إرشاديةً تُساعد الشخص على اتخاذ أفضل القرارات العالقة التي يحتار لأمرها، وعادةً ما يتمنى الأشخاص رؤية هذا الصنف من أنواع الأحلام في علم النفس للتخلص من التفكير الزائد بمشكلاتهم.
  • أحلام الشفاء: وهي الأحلام التي تُنبئ الشخص بإصابته بمرض معين، بحيث يكون هذا الحلم بمثابة رسالة تحذيرية من الجسم إلى الدماغ، وغالباً ما تكون هذه الأحلام حقيقية، وعلى الفرد أن يُوليها اهتمامه قبل تفاقم المشكلة الصحية لديه.
  • الأحلام الملحمية: وهي الأحلام التي تحتوي على أحداث كونية لا يستطيع الشخص نكرانها، ويشعر بعدها بأنه عاش تجربة أدّت لتغيير الكثير في حياته، وربما يظل الحلم عالقاً في ذاكرته لأعوام عديدة بعد حدوثه.

أنواع الأحلام في الإسلام

يختلف تقسيم الأحلام في الإسلام عن تقسيمها في علم النفس، فمنها ما يكون من وحي الله تعالى ومنها ما يكون إلهام من الملائكة ومنها ما تكون أضغاث أحلام.

ويعزو رجال الشرع الرؤيا الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى، كونه يخلق الأشياء في قلب النائم وحواسّه كما يخلقها في اليقظة، ويرى آخرون أن الرؤيا الصادقة تحدث للشخص حينما يكون نائماً ذاهب العقل والحس معاً، ولكن النائم تبقى نفسه متنبّهة وتقوم مقام الحواس من السمع والبصر واللمس، فهي تظل يَقِظة حتى وإن ذهب عقله وحِسُّه الذي يُدرك به.

أما المعتزلة الذين يؤمنون بالمنطق والعقل الواعي، فبعضهم يرى أنواع الأحلام في الإسلام على أنها أضغاث أحلام؛ مُبرّرين ذلك بأن الإدراك الصحيح لا يحدث للإنسان إلا في حالة اليقظة، كما يقولون أن النوم والإدراك أمران مُتضادّان لا يجتمعان.

فيما يرى الصوفية الذين يُولون الأحلام عنايةً خاصة أن النوم يقظة واليقظة نوم، فالنفس البشرية تنشغل أثناء اليقظة بصور المحسوسات وهموم البدن، بينما ينكشف الغشاء عن بصرها أثناء النوم لتُحلق في سماء المعرفة دون أن يشغلها شاغل.

ومن وجهة نظر الفلاسفة، فإن الحواس تنقل للنفس صور المحسوسات، وبالتالي تنشغل النفس بالتفكير في المحسوسات أثناء اليقظة، وبينما تتوقّف الحواس عن وظيفتها عند النوم، تتفرّغ النفس للتفكير فيما وراء الحس من الجواهر الروحانية العقلية الشريفة، ويُشير الفلاسفة إلى أنه لَمِن عناية الله بالعبد أن يُرسل له إنذاراً مُسبقاً من خلال الرؤيا لما يمكن أن يحدث له في المستقبل؛ كي يتهيّأ له قبل وقوعه ويدفع الشر عنه ما أمكن ذلك، وهذه الرؤيا من أهم أنواع الأحلام في الإسلام. [2]

الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس

ربما يعتقد البعض أنه ليس هناك صحة لوجود الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام، وأن الحلم والرؤيا مُسمّيان للشيء ذاته، إلا أن الحلم يختلف عن الرؤيا وكذلك عن أضغاث الأحلام وحديث النفس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ ‏"‏ الرُّؤْيَا ثَلاَثٌ فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَحَدِيثُ النَّفْسِ وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلاَ يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ‏". [3]

وفيما يلي نوضح لكم الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام:

  • الرؤيا: الرؤيا الصالحة من الله تعالى، وتحمل في مكنوناتها رموزاً ودلالات إرشادية للرائي، بحيث يمكن تفسيرها وتأويلها.
  • الحلم: الحلم من الشيطان، ويُحدثه الشيطان للمسلم بهدف إصابته بالقلق والحزن، فقد قال تعالى في سورة المجادلة: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا"، ولعل هذه الآية من أقوى الأدلة على وجود الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس.
  • أضغاث الأحلام: هي مجموعة من الأحداث والكوابيس غير المفهومة وغير المترابطة فيما بينها، بحيث لا تحمل أي معنى ولا يمكن تأويلها.
  • حديث النفس: وهي الأحلام التي تعكس حديث الشخص لنفسه وما يجول بخاطره طيلة اليوم.

حقيقة الأحلام علمياً

يبحث العديد من الأشخاص عن حقيقة الأحلام علمياً، وفيما يلي نُقدم لكم أبرز المعلومات التي تشرح حقيقة الأحلام من منظور علمي: [4]

يرى الكثير من الخبراء أن الأحلام قد تعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان؛ لذا فإنه لا بد من إيلاء الاهتمام للأحلام، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الفرد على فهم ذاته بشكل أفضل.

وبحسب المنظور العلمي للأحلام، فإنها تحدث في إحدى مراحل النوم التي تُعرف بحركة العين السريعة، ومن وجهة نظر عالم الأعصاب الفنلندي آنتي ريفونسو، فإن معظم المشاعر التي يعيشها الشخص في حلمه تكون سلبية، وتتمثّل عادةً بالخوف والعجز والقلق؛ لذا فإن الأحلام قد تتُيح للفرد التخلص من هذه المخاوف ضمن بيئة منخفضة الخطر، كما أنها تساعد المرء على مواجهة المواقف الخطِرة- التي رآها في نومه- عندما تصبح واقعية في حياته.

ومن جانب آخر، قد لا تعكس الأحلام ما يعيشه الشخص ويُواجهه في حياته اليومية، إلا أنها تشير إلى مشاكله بطريقة ما، فمثلاً يمكن لكابوس يتمحور حول اختبار كتابي في المدرسة أن يشير لبعض المعضلات التي يواجهها الشخص في عمله.

ومن الجدير بالذكر، أن حقيقة الأحلام علمياً تُشير إلى أن الدماغ يمكنه تذكير الشخص ببعض الفترات التي عانى خلالها من الناحية النفسية؛ لعدم قدرته على فعل أمرٍ يخشاه، كخوفه من خوض امتحانٍ لم يستعد له بشكلٍ كافٍ، وهذا النوع من الأحلام يُسهم بزيادة الثقة عند الشخص لتجاوز الاختبار على أرض الواقع.

ختاما.. إن أنواع الأحلام في علم النفس تختلف عن أنواع الأحلام في الإسلام، فلكل منهما تصنيف يتبع الاختصاص والغرض منه، حيث يمكن الاستفادة من الرؤيا بتفسيرها، على عكس الحلم، وهو ما أوضحناه من خلال شرح الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام في الإسلام، ولكن مهما شاهد الشخص ما يُزعجه من الأحلام أثناء نومه، عليه أن يفرح بالآثار الإيجابية للأحلام المُقلقة، التي تُخلصه من مشاعر الخوف والفزع، وذلك وفقاً لما ورد عن حقيقة الأحلام علمياً.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار