فوائد الخس للصحة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 25 ديسمبر 2022
فوائد الخس للصحة

يعتبر الخس من الخضراوات الورقية المحببة لدى الكثير من الناس، خاصة وأنه يعتبر من المكونات الأساسية للسلطات والمأكولات السريعة، مثل: الهمبرغر، ويفضل كثيرون أكله طازجاً، نظراً لقرمشة أوراقه التي تعد أكثر ما يحبب الناس فيه، بالإضافة إلى شكل أوراقه الخضراء التي تضفي منظراً محبباً على مائدة الطعام عندما يحل الخس ضيفاً عليها، وفي هذا المقال سنتعرف معاً على فوائد الخس الصحية وأشهر أنواعه وقيمته الغذائية وأهم النصائح عند شرائه.

الفوائد الصحية للخس

الخس مضاد لالتهاب اللثة ويساعد على التخلص منه

للخس خصائص مضادة للالتهابات، إذ تستطيع مكوناته من البروتينات كالأكسيجيناس والكاراجينان السيطرة على الالتهابات، خاصةً التهاب اللثة الناجم عن تجمع البكتيريا داخل الفم. [1]

الخس يمنع هشاشة العظام ويقي من حدوثها

احتواء الخس على نسبة جيدة من فيتامين (ك) يساعد على تعزيز كثافة العظام ومنع الإصابة بالهشاشة، ومن المعروف أن لهذا الفيتامين دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة كونه يحسن من صحة العظام وكثافتها، ويخفض من خطورة التعرض للكسور. [1]

الخس مفيد لمقاومة الأمراض المزمنة

إن وجود نسبة من فيتامين (ج) والبيتاكاروتين في الخس يمنع أكسدة الكوليسترول، مما يعني أنه من الأغذية المفيدة جداً لصحة القلب، وفي دراسة أجريت في جامعة ويست فرجينيا، تبين أن الخس باحتوائه على فيتامين (ج) ونسبة من الحديد والفينول يعتبر غذاءً صحياً مفيداً لقلب الإنسان وجسمه. [1]

كما يساعد الخس في مقاومة بعض الأمراض المزمنة، مثل ما يأتي: [1]

1. فوائد الخس للدم ومرضى السكري

يحتوي الخس الأحمر على مادة الأنثوسيانين (وهي مادة عضوية قابلة للذوبان تعطي الخس اللون الأحمر)، ما يجعل الخس مفيداً للحماية من عدة مشاكلٍ صحيةٍ، مثل: تأكسد الدهون في الجسم، والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد أجرى المركز الوطني لسلامة الأغذية وعلم السموم في جامعة ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع قسم البستنة في الجامعة دراسةً اعتمدت على تحليل عينة من الخس الأحمر فتبين أنه غني بمادة الأنثوسيانين التي تعمل كمضاد للأكسدة وتمنع تأكسد الدهون في الجسم.

كما أن مادة الأنثوسيانين تخفض نسبة الجلوكوز بالجسم وتقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، وذلك بحسب دراسة أجراها مركز أبحاث معالجة الأعشاب الطبية في كلية العلوم الطبية في شيراز في إيران بالتعاون مع قسم المعالجة والسموم في نفس الجامعة.

إذ اعتمدت الدراسة على تجربة أجريت على فئرانٍ مصابةٍ بمرض السكري وبعد إعطائها الأنثوسيانين تبين انخفاض نسبة الجلوكوز لديها بشكلٍ ملحوظ، ما أدى إلى خفض نسبة السكر لديها.

فخلصت الدراسة إلى أن الأنثوسيانين يؤدي إلى خفض نسبة الجلوكوز بشكل ملحوظ في الجسم، ويلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.

2. الخس يحمي من الأمراض المزمنة

إن احتواء الخس على مادة البوليفينول (مضاد أكسدة) يجعله مفيداً للوقاية من العديد من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، وذلك ما تبين في دراسةٍ أجراها قسم الكيمياء الحيوية في جامعة ساوباولو بالبرازيل بالتعاون مع قسم الطب الحيوي المقارن وعلوم التغذية في جامعة بادوفا بإيطاليا.

إذ أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من الخضراوات، مثل: القرنبيط، والخس، والجزر، والشاي الأخضر، أنها تحتوي جميعاً على البوليفينول الذي يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل: السرطان، وداء السكري، وأمراض القلب.

الخس يخفض من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية

يحتوي الخس على نسبة عالية من حمض الفوليك، ما يجعله مهماً للوقاية من الإصابة بالجلطات الدماغية، التي قد يسببها ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. [1]

وفي هذا السياق، أجريت دراسة حول فوائد حمض الفوليك الموجود في الطعام، وتوصل الباحثون إلى أن حمض الفوليك يقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية، ويتوافر حمض الفوليك في الخس تحت مسمى الفولات. [1]

الخس مفيد لصحة العيون وتحسين الرؤية

يعتبر احتواء الخس على نسبة جيدة من فيتامين (أ) جيداً لصحة العيون وحماية شبكية العين من الجزيئات الساطعة الصادرة عن الأضواء، كما أن فيتامين (أ) يحوي على مضادات أكسدة مثل: البيتاكاروتين (بالإنجليزية: beta carotene)، والزياكسانثين (بالإنجليزية: zeaxanthin)، التي تساعد على تقليل خطر فقدان الرؤية المركزية عند الإنسان. [1]

الخس مفيد للبشرة ويمنع علامات الشيخوخة

إن احتواء الخس على كمية عالية من فيتامين (أ) ضروري جداً لصحة الجلد، وإن نقص هذا الفيتامين مؤذي جداً للبشرة، لذلك نرى أغلبية الكريمات والمرطبات الخاصة بالبشرة تحوي على فيتامين (أ) نظراً لأهميته. [2]

بالإضافة إلى أن فيتامين (ج) الموجود في الخس يساعد على بناء مادة الكولاجين في البشرة، ويحافظ عليها صحية نضرة خالية من حب الشباب. [2]

الخس لتعزيز المناعة والوقاية من الأمراض

يحتوي الخس على فيتامين (أ) الذي يمتاز بدوره في تعزيز المناعة، إذ إنه يشارك في العديد من وظائف الجهاز المناعي، بما في ذلك تنظيم الجينات المشاركة في تعزيز المناعة، كما أن وجود هذا الفيتامين بنسبة جيدة في الخس يجعله من الأطعمة المعززة لمناعة الجسم ضد البكتيريا الضارة. [1]

الخس لمحاربة السرطان ومنع تأكسد الخلايا

بينت منظمة فيسيولوجية النبات (Plant Physiology Organization) في مقال لها عن تكون البروتينات في الخس أن صباغ الكلوروفيل (بالإنجليزية: chlorophyll) الموجود في الخس يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان القولون والكبد. [1]

وقد بينت دراسة حول دور الخضراوات والفواكه في المحافظة على الصحة؛ أجرتها جامعة بادوفا الإيطالية لقسم علوم التغذية والطب الحيوي المقارن أن الخس يحتوي على مادة بوليفينول المضادة للأكسدة، التي تعتبر مفيدة جداً للوقاية من الأمراض، خاصة السرطان. [1]

الخس مفيد للهضم ويخلص الجسم من السموم

يساهم تناول الخس في عملية الهضم؛ إذ إن الألياف الموجودة به وارتفاع نسبة المياه فيه يساعدان على تليين المعدة والتخلص من السموم الموجودة في الجسم، لذا ينصح الناس الذين يعانون من عسر الهضم بتناول الخس للتخلص من تلك المشكلة والحفاظ على الأمعاء بصحة جيدة. [1]

الخس يزيد الخصوبة عند كل من الرجل والمرأة

إن وفرة فيتامين (ج) وحمض الفوليك في الخس يجعله مصدراً غذائياً جيداً لزيادة الخصوبة، كما أن وجود حمض الفوليك في الخس يساعد على زيادة الخصوبة وتحسين الصحة الإنجابية عند كل من الرجل والمرأة، بالإضافة إلى الحفاظ على صحة الجنين أثناء فترة الحمل وحمايته من مضاعفات الحمل المحتملة. [1]

الخس يحارب الإمساك ويحفز حركة الأمعاء

نظراً لاحتواء الخس على الألياف فإنه يحفز حركة الأمعاء ووظيفتها ويساعد على تخلصها من السموم، وبذلك فإن مساعدة الخس كل من المعدة والأمعاء على الهضم يجعل منه غذاء مساعداً في التخلص من مشكلة الإمساك. [2]

التركيب الغذائي للخس

يشكل الخس واحداً من أكثر أنواع الخضراوات استهلاكاً في جميع أنحاء العالم، ويحتوي على عدة عناصر تجعل منه غذاءً صحياً ومفيداً لجسم الإنسان، إذ يحتوي الخس على الفينولات (مضادات أكسدة) وفيتامين (ج)، بالإضافة إلى غناه بالحديد والألياف. [2]

فقد أظهرت دراسةٌ أجراها قسم التربة وعلوم النبات في جامعة ويست فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع قسم الحيوان والتغذية، أن الخس غني بالعديد من العناصر المفيدة لصحة الإنسان، مثل: فيتامين (ج)، والحديد، والألياف، والفينولات. [2]

كما أوضحت الدراسة أن وجود هذه العناصر يختلف حسب نوع الخس، فالخس الأحمر يحتوي على نسبة من الفينولات أعلى من خس "رومين الأخضر"، بينما يتميز خس "رومين الأخضر" بغناه بفيتامين (ج)، أما خس الفيض (نوع شائع من الخس في الولايات المتحدة) فيحتوي على نسبة فينولات ومعادن أقل من باقي أنواع الخس. [2]

القيمة الغذائية للخس

يحتوي الخس بكل أنواعه على الحديد والألياف والمعادن، كما أنه يحتوي على عناصر نشطة بيولوجياً، مثل: حمض الفوليك والبيتا كاروتين والفينولات، لكن النسب قد تتفاوت تبعاً لاختلاف نوع الخس، وفيما يأتي ندرج لك القيمة الغذائية لكل 100 غرام من الخس: [1]

القيمة الغذائية والسعرات الحرارية في 100 غم من الخس

العناصر الغذائية 

الكمية (100 غرام خس)

السعرات الحرارية 

17 سعرة حرارية

البروتين

1 غرام

الكربوهيدرات

3.29 غرام

فيتامين (أ)

8710 وحدات دولية

فيتامين (ب6)

0.074 ملليغرام

فيتامين (ج)

4 ملليغرامات

فيتامين (ك)

102.5 ميكروغرام

الفولات

136 ميكروغرام

الكالسيوم

33 ملليغرام

الحديد

0.97 ملليغرام

المغنسيوم

14 ملليغرام

الفوسفور

30 ملليغرام

البوتاسيوم

247 ملليغرام

الصوديوم

8 ملليغرامات

مضار تناول الخس وآثاره الجانبية

لا يوجد أي دليل علمي لإثبات أن الخس له مضار على صحة الإنسان، إذ إنه يعتبر من الخضراوات الورقية الآمنة جداً، التي تخلو من الآثار الجانبية التي تعود على الإنسان عند تناوله. [3]

لكن وبالرغم من ذلك فقد تصيب الإنسان أنواع من العدوى والأمراض، نتيجة تناول الخس غير النظيف والملوث بالأتربة، سواء بسبب سوء تخزينه أو تعبئته؛ لذلك يجب الانتباه جيداً لنظافة أوراق الخس قبل تناولها. [3]

بالإضافة إلى عدم تناوله في حال كانت أوراقه ذابلة أو تالفة؛ لأن ذلك يدل على حدوث أكسدة في أوراقه، نتيجة الرطوبة وسوء التخزين، وبالطبع إن لم يتم الانتباه جيداً قد تسبب للمرء أمراضاً في القولون والمعدة. [3]

نصائح عند شراء الخس وتخزينه

جاء في مقال عن الخس على موقع نادي الحمية الصحية أن أفضل نصيحة عند شراء الخس وتخزينه، أنه يجب اختيار الخس الطازج، كما يجب غسله جيداً من الأتربة والأوساخ العالقة به، ومن ثم تجفيفه من المياه جيداً قبل وضعه في الثلاجة، من خلال تغليفه في كيس من البلاستيك لمدة لا تزيد عن 3 أيام بعد إزالة الهواء من الكيس جيداً. [2]

تاريخ زراعة الخس

يعود تاريخ زراعة الخس إلى عام 2680 قبل الميلاد، إذ كان المصريون القدماء أول من زرع الخس بعد أن حولوه من عشبة ضارة إلى نباتٍ يشكل مصدراً غذائياً مفيداً بأوراقه الغضة،  وقد استخدموا بذوره لإنتاج الزيت، بالإضافة إلى تناول أوراقه اللذيذة، وقد اعتبر الخس عندهم ذا أهمية كبيرة لما له من فوائد جمة. [2]

كما انتشر الخس لدى الإغريق والرومان الذين أطلقوا عليه اسم (Lactuca)، ويُطلق عليه بالإنجليزية اسم (Lettuce)، وفي القرن الخامس عشر، نقل المستكشف كريستوف كولومبس بذور الخس إلى الأمريكيتين، أما في القرن الثامن عشر، فقد بدأ الخس ينتشر في حدائق الأوروبيين، ومع بداية القرن العشرين أصبحت زراعة الخس منتشرة في جميع أنحاء العالم. [2]

أشهر أنواع الخس

هناك عدة أنواع من الخس أشهرها ما يأتي: [4]

  1. خس الورقة أو منزوع الورق: ينتشر هذا النوع كثيراً ويتميز بأوراقه الكبيرة ويستخدم بشكل كبير في السلطات.
  2. خس كوس (Cos Laetuce): يتميز برؤوس طويلة مستقيمة ويستخدم بكثرة في السلطات والسندويش.
  3. خس الفيض: هو أكثر شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه حساس للحرارة المرتفعة ويتلاءم مع ظروف البيئة في شمال الولايات المتحدة، لكن نكهته منخفضة بالمقارنة مع أنواع الخس الأخرى، كما يحتوي على نسبة أكبر من الماء ضمن تركيبته.
  4. خس بوسطن: يتميز بأوراقه الرخوة ونكهته الحلوة.
  5. خس الكرفس: يتميز بحجمه الكبير إضافة إلى النكهة الجيدة.
  6. خس البذور الزيتية: يزرع فقط لاستخراج البذور منه، التي تُضغط للحصول على الزيت الذي يستخدم لأغراض الطهي.

أسماء أخرى للخس في البلدان العربية

يعتبر الخس من الخضراوات التي تملك اسماً واحداً في جميع بلدان العالم العربي دون استثناء، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الاستثناءات فلكل قاعدة استثناء. [4]

يدعى الخس في بعض مناطق الجزائر "روكا أو تيرا"، كما يسمى الجرجير أيضاً بالاسمين نفسيهما في هذه المناطق، وفي مصر يدعى في بعض المناطق بـ"خس كابوتشي"، ولكن بشكل عام يعرف "الخس" بهذا الاسم في جميع مناطق الوطن العربي بالإضافة إلى الجزائر ومصر أيضاً. [4]

وبذلك، نجد أن الخس واحد من أهم الأطعمة التي يجب إدخالها في نظامنا الغذائي، نظراً لكثرة فوائده الصحية، بالإضافة إلى طعمه اللذيذ والمحبب، فبالرغم من عدم انتباه أغلبنا لأهميته عند وضعه كمكوّن إضافي لطعامنا، إلا أن وجوده أمام أعيننا دائماً يجعلنا نختاره لا إرادياً لنزين به أطباقنا المختلفة.