عمّار محمد العطار: "مصلِّيات" عالم فني من السكينة وروحانية المكان

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 24 أكتوبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
المصور الفوتوغرافي الإماراتي عمار محمد العطار

ينتهز الفرصة لاقتناص اللقطة، فيوثق اللحظة ليستشعر بعدها بجمالية الصورة وقدرتها على إيصال الرسالة وما تحمله من معانٍ تدعّم هويته الفنية الإماراتية!

عمار محمد العطار موهبة إماراتية واعدة في مجال التصوير الفوتوغرافي، أطلق مؤخراً معرضه الفني الشخصي الأول تحت عنوان "مصليات" في صالة كوادرو للفنون الجميلة في دبي. وللحديث عن معرض "مصلِّيات" وغيرها من المواضيع المتعلقة بفن التصوير الفوتوغرافي، "ليالينا" التقته وأجرت معه هذا الحوار.

بدايتك في مجال التصوير الفوتوغرافي كيف تصفها؟

البداية كانت في عام 2003 عندما اشتريت كاميرا غير احترافية لتصوير وتوثيق أحداث كأس العالم للشباب والتي أقميت في الإمارات، ثم انقطعت عن التصوير لفترة معينة بسبب انشغالي بالعمل، وفي عام 2006 تابعت رغبتي في توثيق اللحظة بفضل تشجيع الأهل ونصائح البعض للإهتمام أكثر بالتصوير نظراً لجودة صوري، فأخذت أثقف نفسي في المجال بالإضطلاع على الكتب المتخصصة بفن التصوير الفوتوغرافي وتقنياته إلى جانب البحث على الإنترنت وحضورالمعارض وورش العمل التدريبية. كما أن عضويتي في جمعية الإمارات للتصوير وفرت لي المناخ الملائم للإنطلاق والإرتقاء بمستوى إمكانياتي التصويرية.

تعتمد في تصويرك على الأفلام على الرغم من التطور الكبير في المجال الرقمي فما سبب تمسكك بهذا النوع من التصوير؟

لأنني أعشق العملية المصاحبة لتصوير الأفلام فيما يتعلق بتحميضها والإحساس بجمالية الصورة وجودتها. ولأن التصوير الفيلمي يجبر المصور على التفكير مراراً والتدقيق قبل التقاط الصورة نظراً للعدد المحدود للصور والتي تتطلب الكثير من الجهد والوقت لإنجازها وخروجها بصورتها النهائية بعكس التصوير الرقمي.

ما طبيعة المشاهد التي تميل إليها عدسة عمار العطار؟

 أميل إلى التصوير التوثيقي بحيث تكون صوري وثيقة تاريخية للبيئة والأشخاص والظروف التي أحاطت باللقطة، لذلك أركز على تفاصيل الحياة اليومية دون إجراء أي تعديل في المكان أو الصورة التي ألتقطها فتخرج كما هي في الواقع. وأحرص على أن تحمل صوري رسالة تصل للمتلقين من خلال صورة واحدة أو عدة صور مع الحفاظ على الجوانب الفنية والإبداعية فيها.

التحقت بوِرش فنية تعليمية تحت إشراف الفنان ستيفن شور ما أهم ماتعلمته منه؟

كان ذلك ضمن مشاركتي في معرض تعابيير إماراتية في منارة السعديات، فقد ركز ستيفن شور في هذه الورش على ضرورة إقامة الفنانين لمعارض شخصية تقوم على فكرة العملية الفنية والرسالة التي يقدمها المعرض وليس على توضيح تقنيات التصوير، مما ساعد الفنانين المشاركين على إيجاد أسلوب خاص بهم في التعبير عن مسارهم الفني، حيث كنا نركز على تصوير الأحداث اليومية ومايعيشه الناس وكأننا نكتب مانراه بالصور، وهكذا جعلنا ستيفن شو نجسد عالمنا وأفكارنا وواقعنا ومخاوفنا أيضاً لتشكيل الهوية الإماراتية الفنية.

ماذا عن معارضك الشخصية ومشاركاتك الخارجية؟

شاركت في عدة معارض مشتركة جمعتني مع عدد من الفنانين كمشاركتي في معرض "تعابير إماراتية 2011" من خلال مجموعة من الصور التي تعبر عن الأحداث اليومية تحت عنوان "صور من حياتي" و معرض "نقش ورقش" بتنظيم إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وهو معرض يحمل الكثير من الإيحاءات والمعاني الروحانية ويعكس علاقة الفرد بربه تحت عنوان "أقيموا الصلاة". أما معرضي الشخصي الأول هو "مصليات" والذي تم افتتاحه مؤخراً في صالة كوادرو للفنون الجميلة في دبي. ومشاركتي الخارجية كانت في متحف بنيالي اليونان في اليونان بالتعاون مع مرايا القصبة.

ما الرسالة التي يحملها معرض "مصليات"؟

استكشاف عالم المصلَّيات في أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة وتوثيقها، إذ رصد بعدستي أماكن العبادة المنتشرة في كلّ مكان، والتي تتيح للمسلمين أداء صلواتهم أينما كانوا. وتتسم المصلَّيات ببساطتها وخلوِّها من الزخرفة المفرطة بما يتناسب مع تعاليم الدين، لتتحوَّل تلك المصلِّيات الواقعة بمراكز التسوق أو المناطق الصناعية أو مراكز الأعمال إلى واحة من الطمأنينة والسكينة.

 من "أقيموا الصلاة" إلى "مصليات" معارض تحمل إيحاءات روحانية فهل الطابع الديني سمة تميز أعمالك؟

هذه المعارض تحمل موضوع ورسالة أردت إيصالها للجمهور لاستشعار روحانية المكان في معرض "مصليات" والحث على أهمية الصلاة في "أقيموا الصلاة"، ولكنها بكل تأكيد ليست سمة تتصف بها جميع أعمالي أو ما أعتزم تقديمه من أعمال جديدة، وهذا إن دل على شيء فهو يعكس تأثر الفنان ببيئته وثقافته.

ما عدد الجوائز التي حصلت عليها؟

في رصيدي جائزتين إحداهما من خلال مشاركتي في مهرجان صيف دبي 2007، والأخرى في عام 2008 حصلت على جائزة سمو الشيخ حمدان بن زايد عن جمال الخيل في أبوظبي.

كيف تصف واقع فن التصوير الفوتوغرافي في الإمارات؟

الإهتمام بفن التصوير الفوتوغرافي اختلف بصورة كبيرة عن السابق فلم يكن متعارف عليه في الدولة كفن يندرج ضمن الفنون التشكيلية بقدر ما هو مهنة ووسيلة للكسب المادي. أصبحنا نشهد يوم إحتفاءً بفن التصوير الفوتوغرافي من خلال إقامة المعارض الفنية المتخصصة والمسابقات المحلية والدولية التي تعنى بهذا الفن.

ما الحلم الذي تتمنى تحقيقه وماذا عن مشاريعك المستقبلية في مجال التصوير الفوتوغرافي؟

أتمنى أن تحظى صوري بقبول واستحسان المتلقين وأن اسجل بصمة مشرفة في مجال التصوير الفوتوغرافي. لدي الكثير من الأفكار التي مازالت في طور البحث والدراسة لتنفيذها كعمل أرشيف توثيقي تصويري للفنانين الإمارتيين أو الرياضيين أو العاملين في المجلات المختلفة المرموقة، لأن هناك الكثير من الشخصيات الإماراتية التي لم نعاصرها تركت بصمة مميزة في مجال عملها وفي المجتمع ولا توجد لهم صور تذكرنا بهم وبالفترة الزمنية والظروف المصاحبة لمسيرتهم. وهناك بعض النقاشات التي تدور من أجل تنفيذ فكرة معرض "مصليات" خارج الدولة كالمملكة العربية السعودية وتوثيق أماكن العبادة وشكل المصليات فيها. 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار