القهوة.. وهو

  • تاريخ النشر: الخميس، 01 أكتوبر 2015 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
القهوة.. وهو
القهوة وهو...
تشابها كثيراً..
 
كانت صباحاتها ناقصة بدونهما، فهي لا تقوى على افتتاح نهارها إلا بفنجان قهوة، وذكرى لها معه..
 
كان لها طقوسها مع ذلك المشروب السحري بمرارهِ الشديد المحبب. تماماً كما كان لها طقوسها في استحضار ذكرياتها معه بمثابةِ قطعةِ حلوى إلى جانب القهوة...
وكما ترتب شعرها الطويل، و تضع قليلاً من الكحلِ فورَ استيقاظها، كانت ترتب تلك الصينية التي ستحمل عليها فنجانَ مرارها، وكأساً لإخمادِ حرائقها ..
كانت حريصةً حتى على تناغمِ كل ما وُضعَ عليها،، فلا بد من كأسِ ماءٍ بارد، و حلوى ليست لتأكلها غالباً ..
 
هي لم تكن يوماً من محبي المذاق الحلو، بل دوماً كانت تفضل المذاق المر كأيامها و ذكراه..
وتعزو ذلك بينها وبين نفسها إلى تركيبتها الشرقية، فلطالما جلدت نفسها بحبه ،، رغمَ قسوته وتقشفه بحبها....
 
قطعت فيروز عليها شرودها بصوتها الملائكي تغني... 
وطني....ياجبل الغيم الأزرق ..
و دندنت معها بصوتها العذب 
يا بيوت ال بيحبونا....يا تراب اللي سبقونا 
يا صغير و وسع الدني...وسع الدني يا وطني...
 
وتنهدت.....
إلهي.. كم أشبعتها الغربة عشقاً وحنيناً له..
دائماً كان لعشقها علاقةً ما بالوطن، لم تفصل يوماً بينهما..
كذلك الوطن كان هو، كلما قسى علينا ازددنا حباً له، وكلما ابتعدنا عنه ازددنا حنيناً إليه، وشغفاً به وغفرنا له كل ذنوبه.
 
أحبته كما أحبت تلك البقعة من الأرض 
و غادرته....كما لتهرب من ماضٍ تلبسها في ذلك الوطن وكان لا يمكن أن تبقى أسيرةً له أكثر...
أرادت أن تشفى منه بالابتعاد عن كل شيء يذكرها به، فكان خيارها الأول حتما هو الرحيل..
الرحيل عن وطنٍ احتضن كل تفاصيل قصتها معه..
 
وطناً أحبته بنفس الجموح،، وكسر روحها بنفس البرود. .
 
لكنها أخطأت الخيار هذه المرة أيضاً ...فقد هربت منه إليه..
وكان كل شيء هنا يذكرها بهناك ...
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار