إتيكيت التعامل مع الأطفال في الأماكن العامة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 أكتوبر 2019
إتيكيت التعامل مع الأطفال في الأماكن العامة

لا يعلم الكثير من الناس أن الإتيكيت هو حاجة وليست رفاهية، خاصةً عندما يتعلق الموضوع بأطفالهم، فمهما كان حرصكِ على تعليم أبنائكِ حسن التصرف وآداب الحديث والتربية السليمة في المنزل، سيصدمون في الواقع عندما ينطلقون للعالم الخارجي، فبكل تأكيد سيواجهون نماذج سيئة سواء من أطفال في نفس عمرهم أو من الكبار، لذا يجب أن يبدأ تحضير الطفل من المنزل لكل ما سيواجه في الخارج، لذا عليكِ بدايةً توعيته على وجود الصواب والخطأ، وأن هناك أشخاص سيتصرفون معه بطريقة غير مهذبة أو لائقة، المهم هو تعليم الطفل التفريق بين الصح والخطأ كي يسهل عليكِ مهمة الحفاظ عليه من الانجراف والتأثر بمحيطه مهما كان سلبياً، ومن هنا جاءت قواعد وآداب تندمج ضمن منظومة ما يعرف بفن الإتيكيت، ويعتبر إتيكيت التعامل مع الأطفال في الأماكن العامة من أهم أنواع الإتيكيت التي تؤثر عليهم مباشرةً، وتبني شخصياتهم وسلوكهم تجاه الغرباء.

فن الإتيكيت للأطفال:

يبدأ تعليم طفلكِ لأساسيات التصرف السليم من تعاملكِ معه، فالطفل يقلد والديه في كل شيء، لذا عليكِ أن تهتمي بأسلوب تعاملكِ وتصرفكِ معه في كل حين ووقت وفي كل جوانب الحياة، كي تصبح هذه السلوكيات جزءً من شخصيته وأسلوبه في الحياة عندما يكبر، لذا فهناك مجموعة من القواعد والسلوكيات الواجب عليكِ تعليمها لطفلكِ كي يتصرف بطريقة مقبولة بين الناس، ويبدأ الإتيكيت من الاحترام فعندما يتعلم طفلكِ احترام غيره واحترام المكان يبدأ بممارسة فن الإتيكيت الذي سنوضحه في عدة حالات في هذا المقال.

فوائد تعليم طفلكِ الاحترام:

يساعد الاحترام على توعية الطفل لحقوقه وواجباته وحدود تعامله مع الآخرين، كما يعلمه كيفية التعامل مع الغرباء أو سلوكه في الأماكن العامة، وتتمثل فوائد الاحترام فيما يلي:

  • يقوي الاحترام علاقة الطفل مع الآخرين.
  • تصرفه الراقي سيثير إعجاب المحيطين به.
  • سيزيل الأسباب التي تؤدي إلى وقوع مشاكل ومشاحنات بينه وبين غيره من الأطفال.
  • سيعزز ثقته بنفسه أمام الآخرين.
  • يجعله شخصاً إيجابياً ومحبوباً.

التعامل مع طفلكِ في الأماكن العامة

إتيكيت التعامل مع طفلكِ في الأماكن العامة:

تعاني بعض الأمهات من عدم احترام الطفل للمكان العام، ولكن الأصل يبدأ من الأهل فكيفية تعاملكِ مع طفلكِ في مكان عام وتوضيح فكرة المكان العام مسبقاً له ستساعد في تحسين سلوكه في هذه الأماكن، كما أن تعاملكِ معه في مكان عام بفن وإتيكيت سيؤثر بشكل كبير على شخصيته وثقته بنفسه واحترامه لذاته ولغيره، من هنا جاءت فكرة أهمية تطبيقكِ لفن الإتيكيت مع أطفالكِ في الأماكن العامة، والذي يتطلب منكِ ما يلي:

  • بدايةً يجب عليكِ اختيار المكان العام بذكاء، إذ من الضروري أن يكون مناسب لأعمار أبنائك واحتياجاتهم، ففي حال كانت الوجهة واحدة من المولات فمن الأفضل اختيار مول يحتوي على مساحة خاصة بلعب الأطفال.
  • في حال قام أحد أطفالكِ بتصرف غير لائق أو مزعج، لا يجوز أن ترفعي صوتكِ مهما كان الأمر وعليكِ فقط الاكتفاء بالاقتراب من طفلكِ والهمس في أذنه وتحذيره من تصرفه أو توضيح الخطأ وضرورة التغيير، وقد يتطلب الأامر في بعض الأحيان تغيير مكانه.
  • امنحي طفلكِ الاهتمام الكافي خارج المنزل، لأنه في الغالب سيشعر بقلة اهتمامكِ في الأماكن العامة.
  • احضني طفلكِ باستمرار كي يشعر بالأمان والحنان خاصةً في حالات الغضب وعندما يصرخ بقوة، إذ أن حضنكِ له سيسكته ويوقفه عناده.
  • كافئي طفلكِ معنوياً ومادياً عندما يحسن التصرف والسلوك.
  • لا تصرخي في وجه طفلكِ عندما يخطئ لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسيه فيزداد عناده وتحديه لكِ.
  • انتبهي لتصرفاتكِ جيداً أمام أبنائك، لأنهم سيحاولون تقليدكِ باستمرار وهو من أكثر الأشياء التي تكوّن أسلوبهم، ففي حال كان هناك تصرف لا تحبين أن يقوموا بفعله فعليكِ الانتباه بألا تفعليه أمامهم نهائياً.
  • لا تتركِ طفلكِ يجوع أو يعطش وأنت خارج المنزل، لأن هذه الأمور ستغير من مزاجه وعندما يطلب منكِ الطعام يجب أن تلبيه مباشرة وإلا سيثير ذلك غضبه ويبدأ بالصراخ والتصرف بطريقة غير لبقة.
  • لا تمارسي سيطرتكِ على طفلكِ طوال الوقت، بل عليكِ ترك مساحة من الحرية له كي لا يشعر بتحكمكِ به لأن هذا الشعور يمكن أن يثير غضبه وعصبيته.
  • لا يجب عليكِ اصطحاب طفلكِ للمستشفى أو زيارة مريض، وعندما تنوين ذلك يجب أن تتركيه في حضانة المستشفى أو عند أحد أفراد أسرتكِ، فمن غير اللائق تواجد الأطفال وإثارة الفوضى في مثل هذه الأماكن.
  • عليكِ أن تعي أهمية بدأ التربية من المنزل، فحتى وإن كنتِ تؤمنين بالتربية الحديثة التي تمنح الطفل مساحة خاصة إلا أنها لا تعني أبداً أن لا يحترم الأخرين أو الأماكن العامة، بل على العكس فهي تعني بناء شخصية الطفل وتحضيره للتعامل والتصرف الصحيح مع الأخرين.
  • عدم ترك الأجهزة الإلكترونية مع الأطفال في الأماكن العامة، لأنها قد تسبب الإزعاج للأخرين بسبب استخدامهم لها مع صوت مرتفع.
  • توعيّة الطفل على احترام الأشخاص الذين يقومون بخدمته في الأماكن العامة مثل النادل بالمطعم أو مضيف الطيران وغيرهم من موظفي الخدمات.

إتيكيت التعامل مع الطفل المشاغب في الأماكن العامة:

يسبب بعض الأطفال الذين يستعملون الصراخ والبكاء الشديد كأسلوب لتلبية طلباتهم الأحراج لوالديهم عندما يتواجدون مع أقارب أو أصدقاء أو في أي مكان عام، وتشير الدراسات أن هذا الأسلوب يحدث بسبب تلبية طلب الطفل لمجرد بكاءه أو صراخه، لذا سنزودكِ عزيزتي الم بمجموعة من النصائح لإتيكيت التعامل مع طفلكِ المشاغب في الأماكن العامة لتجنب الإحراج:

  • لا تستفزيه فهو لا يعي لحدود التصرف معكِ أو مع والده وخاصة في مكان عام.
  • قومي بتشجيعه واستخدمي معه طريقة الإطراء والمدح.
  • عندما يبدأ بالصراخ والبكاء فكما ذكرنا بالسابق يكون الحضن من أفضل الوسائل لتهدئته حتى وإن كان عنيد أو مشاغب.
  • لا تتحدثي عنه بطريقة سلبية أمام الآخرين، فيتسبب ذلك برد فعل سلبي منه وفيحاول إحراجكِ في كل مرة تتاح له الفرصة بذلك.
  • إن ترككِ لطفلكِ ساعات طويلة دون اهتمام يجعل منه طفلاً مشاكساً وعنيد، كما يمكن أن يؤثر عليه بشكل أكبر ويسبب له اضطرابات نفسية وهو ما يظهر عليه في تصرفاته أو وجود مشكلة في النطق لديه.
  • لا تصرخي في وجهه لأن هذه الطريقة ستوصلكِ لطريق مسدود معه، وستزيد من عناده وغضبه.
  • عند العودة للمنزل يجب أن تشرحي له بهدوء الخطأ الذي فعله وأن عليه تجنب تكراره.

إتيكيت تعامل طفلكِ مع الغرباء:

يمثل سلوك الطفل إنعكاس للأهل، لذا تعتبر الخطوة الأولى والأساسية في تعلم الطفل للإتيكيت خاصة مع الغرباء وفي الأماكن العامة هي مهمة الأهل، يجب على الأهل توعية طفلهم لكيفية التعامل الصحيح مع الغرباء واحترام الأذواق وثقافات الآخرين، وآرائهم وعدم السخرية منهم او التعليق بألفاظ بذيئة على كلامهم، كما يجب أن يعلم الأهل أطفالهم استخدام الكلمات المناسبة عند طرح الأسئلة مثل لو سمحت أو من فضلك وكذلك كلمات مثل شكراً وعفواً، ويمكنكِ ك أم ان تستخدمي أسلوب وضع الطفل مكان الغرباء وسؤاله إن كان يرضى بأن يتعامل معه أحد بهذه الطريقة، لأن هذا الأسلوب سيساعده كثيراً في حياته كي ينتبه لأي تصرف جديد ينوي القيام به، ولا ننسى أن التعامل بهدوء مع الطفل حتى عندما يخطئ سيساعدكِ ك أم في الحفاظ على تقبله أي نصائح منكِ.

كما لاحظتِ عزيزتي الأم فهناك عدة طرق وأساليب غير الصراخ والتوبيخ تساهم في تثقيف طفلكِ وتوعيته لحسن التصرف مع الآخرين، ولا يفيدكِ الاستهانة بأهمية معرفتكِ لـِ إتيكيت التعامل مع الأطفال في الأماكن العامة، لأن النتيجة تبدأ وتنتهي بأسلوبكِ وطريقة تعاملكِ معه، وكيفية فهمكِ ومراعاتكِ لمشاعره وطريقة تفكيره ووعيّه وردود فعله، كي لا تسبب لك إحراج أو تثير غضبكِ وتكون النتيجة أسوء.